جمال سنان: بعد لبنان ومصر «إيغل فيلمز» تدق أبواب دراما الخليج

جمال سنان: بعد لبنان ومصر «إيغل فيلمز» تدق أبواب دراما الخليج


جمال سنان: بعد لبنان ومصر «إيغل فيلمز» تدق أبواب دراما الخليج

يحضّر «سفر برلك قصة ستي» ليُحدث الفرق في عام 2020

الجمعة – 15 رجب 1440 هـ – 22 مارس 2019 مـ رقم العدد [
14724]

جمال سنان يتوسط عبد الله السيف وهدى حسين

بيروت: فيفيان حداد

يعدّ المنتج جمال سنان صاحب شركة «إيغل فيلمز» للإنتاج، ابن مصلحة ورث حبّها من والده أحمد سنان. فهذا الأخير كان يقف خلف شاشات صالات السينما التي يملكها في بيروت ليؤدي بصوته أدوار أبطال فيلم صامت.
وبين سينما «بيغال» و«تياترو» وغيرهما في ساحة البرج وسط بيروت وضواحي العاصمة، نشر الوالد حب ثقافة السينما لدى أهل العاصمة. فعرّفهم على الشاشة الذهبية وأبطالها وزرع فيهم شغف متابعة أفلام عربية وغربية بعد أن أخذ على عاتقه توزيعها في لبنان.
ولأن الطفل جمال كان يرافق والده في تنقلاته هذه تشرّب منه حبّ المهنة وقواعدها وأصولها، لم ينتظر كثيراً حتى برهن على أن فرخ البط عوّام، عندما سافر إلى أميركا إبان الحرب اللبنانية ليحقق حلمه. هناك تعرّف إلى عالم السينما عن كثب وراح يعمل في توزيع أفلام أميركية في لبنان والعالم العربي كما شارك في إنتاج بعضها فكانت له تجارب لا يستهان بها في هذا المضمار.
«من هناك بدأت الحكاية، وعندما عدت إلى لبنان في عام 2000 شعرت بأن هناك حلقة مفقودة في عالم السينما والدراما في لبنان». يقول جمال سنان في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «وجاء لقائي مع زوجتي ماغي بوغصن ليشد من عزيمتي، إذ شجعتني على دخول مجال الإنتاج خصوصاً أنها ممثلة وعلى علم بما يحتاج إليه لبنان في هذا الإطار».
يتمتع جمال سنان بعين ثاقبة ساهمت في تثبيت رؤيته المستقبلية المتعلقة بعالم الدراما والسينما. كما أن اطلاعه على الثغرات التي يعاني منها لبنان في مجال السينما والدراما دفعه إلى التخطيط وتسلّقه السلّم درجة درجة. «قررت جديّاً دخول هذا المعترك وعندما فاتحت صديقي صادق الصباح وافقني الرأي وكان أول مولود بكر لنا في الدراما اللبنانية مسلسل (لو). كان ذلك منذ نحو 5 سنوات وبعدها كرّت السبحة لتتوالى إنتاجات (إيغل فيلمز) وتتصدّر الدراما العربية بعد أن أصابت الهدف. وعندما عاد جمال سنان إلى لبنان من أميركا كانت الإنتاجات التركية المدبلجة تغزو الساحة العربية. يومها وعندما سافرت إلى مصر كانت قنواتها تعرض هذا النوع من الأعمال بعد أن شهد إنتاج الأعمال المصرية تراجعاً مع بداية ملامح (الربيع العربي). وكما في مصر كذلك في لبنان كانت الأعمال التركية تتصدّر برامج التلفزيونات المحلية. استفزني هذا الأمر لا سيما أن لبنان استوديو في حد ذاته وتجتمع فيه جميع العناصر الفنية المطلوبة للنجاح».
وكما في الدراما انشغل جمال سنان أيضاً في أفلام السينما اللبنانية. «وجدت أن إنتاجاتنا ضعيفة في هذا المجال مع احترامي للمنتجين في تلك الفترة وعندما طرحنا فيلم (Bebe) في الصالات بدأنا نلمس حاجة اللبنانيين إلى الخروج من قوقعة الموضوعات التي كانت تسوّد السينما. فساهمت (إيغل فيلمز) في إجراء قفزة نوعية على هذا الصعيد حرّكت العجلة السينمائية. فرغبتي الأساسية كانت تكمن في صناعة أفلام تشبهنا وتخرج بموضوعاتها عن الروتين الذي يقيّدها منذ سنوات».
أنتجت «إيغل فيلمز» أفلاماً سينمائية عديدة شهدت نسبة مشاهدة عالية بعد أن استقطبت جميع الشرائح الاجتماعية في لبنان فبعد «Bebe» كرّت السبحة لتشمل «السيدة الثانية» و«ولعانة» وصولاً إلى «تايم آوت» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما اللبنانية.
يصف جمال سنان أجواء الساحة الإنتاجية بينه وبين شركة «الصباح إخوان» التي تنافسه في الإنتاجات التلفزيونية الضخمة بالراقية، ويقول: «هناك جو سليم وصحي بيننا، فصديقي صادق الصباح يفرح لإنتاج ناجح أنفّذه، والعكس بالعكس».
ولكن السوق اللبنانية ضيّقة وهو ما دفعهما لإنتاج دراما عربية مختلطة تسهم في انتشارها في العالم العربي كما يقول. «لقد خططنا وأنجزنا منذ البداية أعمالاً لاقت رواجاً كبيراً في مصر ولبنان بالتعاون مع شركة (بيلنك) للزميل محمد مشيش، والتي أسفرت نتائج لافتة ضمن أعمال دراما ناجحة مثل (طريقي) لشيرين عبد الوهاب و(السيدة الأولى) مع غادة عبد الرازق إضافة إلى (ونوس) و(غراند أوتيل) و(حلاوة الدنيا) وغيرها». ولكن كيف يصف وضع لبنان حالياً في مجال الدراما بشكل عام؟ يرد: «إنه جيد كي لا نقول جيداً جداً بعد أن تجاوز انتشار هذه الأعمال العالم العربي وباتت تضعه على الخريطة العالمية. فهناك تعاون جدّي بيننا وبين منصة (نتفليكس) الإلكترونية، وهو ما يجعلني أقول بأن عام 2020 سيشهد انفلاشاً مدوياً لأعمالنا على هذا الصعيد».
وكان مسلسل «ثورة الفلاحين» الذي عُرض عبر شاشة «إل بي سي آي» في الموسم الفائت قد لفت القيمين على هذه المنصة الإلكترونية، فاختاروه ليندرج على لائحة أعمال الدراما اللبنانية لديها. «عندما شاهدوا (ثورة الفلاحين) وضخامة إنتاجه اعتقدوا للوهلة الأولى أنه عمل أجنبي فتلقفوه بسرعة كونه يلبي شروطهم الرفيعة المستوى في هذا الإطار». يوضح جمال سنان في سياق حديثه. ويضيف: «اليوم نستعد لتعاون أكبر مع منصة (نتفليكس) وعندما نقول تعاوناً فذلك يعني أن أعمالنا ترتقي إلى الأفضل، وهو ما آثرنا الوصول إليه منذ اللحظة الأولى».
ومع المنتج محمد مشيش صاحب شركة «بيلنك»، وجمال سنان صاحب «إيغل فيلمز» تشهد عجلة الإنتاجات الدرامية أوجّها اليوم بين مصر ولبنان. «لم نكتفِ بنجاحاتنا هذه ونحن اليوم ندخل الدراما الخليجية من بابها العريض. وحالياً يتم عرض (غصون في الوحل) على الشاشة الكويتية كما أننا بصدد تصوير 5 أعمال أخرى ستنافس غيرها في موسم رمضان المقبل وبينها المسلسل السعودي (وصية بدر الأربعيني). ومن المسلسلات الكويتية التي ستُعرض في رمضان المقبل (أمنيات بعيدة)، بطولة هدى حسين وإخراج محمد القفاص، و(لا موسيقى في الأحمدي)، بطولة جاسم النبهان وإخراج محمد دحام، و(عشاق رغم الطلاق)، من بطولة إيمان الحسيني وإخراج خالد جمال، وستُعرض على الشاشات السعودية والخليجية».
أما في لبنان فيشهد موسم رمضان سلسلة أعمال رمضانية من إنتاج «إيغل فيلمز» ستنافس بموضوعاتها وضخامة إنتاجها أعمالاً أخرى يحضّر لها على الساحة، وهي «أسود» من كتابة كلوديا مرشيليان، وإخراج سمير حبشي وبطولة باسم مغنية وورد الخال وداليدا خليل. و«بروفا» وهو من نوع الكوميديا من بطولة ماغي بو غصن وأحمد فهمي وإخراج رشا شربتجي. إضافة إلى ثالث بعنوان «الكاتب» من تأليف ريم حنا وإخراج رامي حنا ومن بطولة الثنائي باسل خياط ودانييلا رحمة.
أما العمل الدرامي المصري الذي ستنافس معه «إيغل فيلمز» في الموسم الرمضاني فهو من تأليف مريم نعوم وإخراج كاملة أبو ذكري ومن بطولة دينا الشربيني ومن المقرر أن يُعرض على شاشة «إم بي سي». «لقد أصبح هناك ثقة بالمنتج اللبناني وهو ما جاهدنا للوصول إليه طيلة السنوات الخمس السابقة» يقول جمال سنان. وعما إذا كانت أجور الممثلين النجوم في لبنان تتجاوز كما يتردد الـ500 ألف دولار يوضح: «هذا رقم مبالَغ به، فكل ممثل يأخذ حقه دون شك والأجور في لبنان لا تتجاوز الـ300 ألف دولار. وعندما سنصل إلى نصف المليون أو المليون دولار فذلك يعني أن أعمالنا حقّقت انتشاراً ضخماً مما يخول لنا القيام بهذه الخطوة».
ويضيف: «ليس هناك من ممثل في استطاعته حمل نجاح عمل درامي على أكتافه وحده، ولذلك نلاحظ اليوم البطولات الجماعية. فمع نص جيد ومخرج محترف وفريق تمثيلي ناجح وعملية إنتاج لائقة يأتي العمل الصحيح والسليم بالنتائج المرجوة».
ولكن مَن صاحب القرار الأخير في الإنتاجات هذه؟ «لا شك أن هناك فريقاً كاملاً يعمل على تنفيذ فكرة عادةً ما أطرحها بنفسي، ولكن في النهاية القرار لي».
وما دور قنوات التلفزة في هذا الموضوع؟ «هي أيضاً تلعب دوراً ريادياً، إذ نتفق معها على خطوط المسلسل الذي سينفّذ ويُعرض على شاشتها».
وعن الأسعار التي تتلقاها شركات الإنتاج من منصات إلكترونية كـ«نتفليكس» يقول: «إذا كان العمل من نوع عرض أول فالأسعار تكون مرتفعة أما إذا كان سبق وعُرض فسعر الحلقة الواحدة هو أقل من 30 ألف دولار».
وعن العمل الذي يحضّر له ويتوقع له نجاحاً مدوياً يرد: «هناك عمل تكتبه حالياً كلوديا مرشيليان بعنوان (سفر برلك قصة ستي). وهو من الأعمال الضخمة التي تحكي قصة من تاريخنا القريب أيام الحكم العثماني في لبنان وبلاد الشام. وهذا العمل أتوقّع أن يشكل مفاجأة الدراما العربية عند عرضه في عام 2020، فهو إضافة إلى إنتاجه الضخم يضم مجموعة من الممثلين السوريين واللبنانيين الذي سيجسدون شخصيات مختلفة وفقاً لأحداث القصة التي تتحدث عن تلك الحقبة من مجاعة وحروب ورومانسية وغيرها، وسنبدأ في تصويره في موسم رمضان المقبل ويتألف من 60 حلقة».


لبنان


Arts





Source link

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *