العالم

ما هي مزايا الحذف وشروطه ؟ – المعاني


ومن شرط الحذف أن يكون في الكلام ما يدل على المحذوف، وإلا كان تعمية وإلغازا، ومن شرط حسنه أنه متى أظهر المحذوف زال ما كان في الكلام من البهجة والطلاوة، وهو على ضربين:
1-ضرب يظهر فيه المحذوف عند الإعراب
2- ضرب لا يظهر بالإعراب
ـ، ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١- ضرب يظهر فيه المحذوف عند الإعراب كقولهم: أهلا وسهلا, فإن نصب الأهل والسهل يدل على ناصب محذوف يقدر : جئت أهلا ونزلت مكانا سهلا،
٢- ضرب لا يظهر بالإعراب، وإنما تعلم مكانه إذا أنت تصفحت المعنى ووجدته لايتم إذا لم يراع ذلك المحذوف كما يقال: فلان يحل ويعقد، ويعطي ويمنع، إذ من البين أن المعنى يحل الأمور ويعقدها، ويعطي ما يشاء ويمنع ما يشاء، ولكن لا سبيل إلى إظهار ذلك المحذوف، ولو أظهرته زالت تلك البهجة وضاع ما تشعر به من رواء وجمال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيحذف المسند إليه لأغراض، أهمها:
١- ظهوره بدلالة القرائن عليه، فذكره يعد حينئذ عبثا في الظاهر١ كقوله تعالى: {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}  أي: أنا.
٢- ضيق المقام عن إطالة الكلام بسبب التوجع والتضجر،
قال لي كيف أنت قلت عليل … سهر دائم وحزن طويل
٣- إخفاء الأمر عن غير المخاطب، كما تقول: “انتهت”* أي: المسألة المعهودة بينكما.
٤- خوف فوات فرصة سانحة، كقول من رأى طيارا مقبلا: طيار.
٥- المحافظة على سجع أو قافية، فالأول
من طابت سريرته حمدت سيرته، أي: حمد الناس سيرته. والثاني
وما المال والأهلون إلا ودائع … ولا بد يوما أن ترد الودائع
٦- اتباع الاستعمال الوارد بالحذف كقولهم في المثل: رمية من غير رام أي: هذه رمية، أو الوارد على ترك نظائره، كما في الرفع على المدح، أو الذم أو الترحم، فإن المسند إليه لا يكاد يذكر في هذه المواضع، فيقولون بعد أن يذكروا الممدوح: غلام من شأنه كذا وكذا، وفتى من شأنه كيت وكيت، كما قال ابن عنقاء الفزاري يمدح عميلة، وقد شاطره ماله لما رآه معوزا:
رآني على ما بي عميلة فاشتكى … إلى ماله حالي أسر كما جهر
غلام رماه الله بالخير يافعا … له سيمياء لا تشق على البصر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى