ما الفرق بين استعمال ( إن) و ( إذا) الشرطيتين في القرآن؟ – المعاني


أما في اللغة بشكل عام

إنْ وإذا أداتان من أدوات الشرط .. ويعرّف النحاة (إنْ) الشرطية بقولهم إنّها حرف جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جواب الشرط وجزاؤه .. وهي في نظرهم أم الباب .. ويقولون عن (إذ) أنّها ظرف زمان لما يُستقبل من الزمان – وأحياناً للماضي بوجود قرينة – يتضمّن معنى الشرط ولا يجزم، خافض لشرطه منصوب بجوابه ..

والشرط في اللغة معناه الجزاء، أي تحقّق شيء بتحقّق شيء آخر .. فإذا قرأنا قوله تعالى: (وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلّكم تُرحمون)* فإنّ هذا يعني أنّ الاستماع يتحقّق بتحقّق القراءة .. فالقراءة هي فعل الشرط والاستماع جوابه وجزاؤه ..

ولم يفرّق الناس في أحاديثهم وكتاباتهم شعراً ونثراً قديماً وحديثاً بين دلالة إنْ وإذا .. فهم يستعملون كلاً منهما، إحداهما مكان الأخرى وفق ما يسبق إلى ألسنتهم، أو تقتضيه أحكام الضرورة الشعرية أو الصنعة الأدبية .. انظر إلى بيت المتنبي التالي، وقد جمع فيه بين الأداتين:

إذا أنتَ أكرمتَ الكريم ملكتَه … وإنْ أنت أكرمتَ اللئيم تمرّدَا

فهو لم يضع (إذا) في البداية و (إنْ) في الشطر الثاني إلا لضرورة الوزن .. ولو كان الأمر عكس ذلك لانكسر البيت، واختلّ الوزن ..



تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *