علم الدلالة في اللغة العربية

يسرنا أن نقدم لكم في ” بوابة اشراق” في هذه الصفحة موضوع ” علم الدلالة في اللغة العربية ”
علما بأن المقال ربما تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق التحرير في بوابة إشراق العالم تحت مظلة المشاع الإبداعي لإفادة المتلقي وقد حرصنا أن يظهر لكم كافة المعلومات المطلوبة,ونترككم مع تفاصيل الموضوع . .

في اللغة تعرف الدلالة على أنها الإبانة ، والإيضاح على الشيء يقال دلني فلان على المكان أي أرشدني إليه  ، واشتُقّت هذه الكلمة في الأصل من الفعل (دَلَلَ) بمعنى استيضاح الأمر بدليل نفهمه ، والدّليل: ما يُستَدَلّ به، فدّله على الشَّارع ؛ أيّ يدلّه دِلالة ودَلالة .

علم الدلالة في اللغة العربية

عند علماء اللغة العربية فإن تعريف علم الدلالة بأنه هو العلم الذي يبحث عن  “المعنى” ، ونظرياته مع كيفيّة جعل المُفردات ذات معنى ، كذلك فيعرفها بعد العلماء على أنها كما استخدام المُفردات  المتعددة استخداماً مُعيّناً وفق نسق لغوي محدد مع مُفردات أخرى ولابد من وجود علاقات معينة بينهم ، كما عرف الإمام عبد القاهر الجرجاني علم الدلالة في أحد كتبه وقال : “الدّلالة هي كَون الشّيء بحالة يلزم مِن العلم به بشيء آخر، والأول هو الدّال، والثّاني هو المدلول” .

أنواع الدّلالات اللغويّة

هناك الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها تغير معنى الكلمة ، أو الدلالة التي تدل عليها الكلمات ، لذلك فأن هناك الكثير من الأنواع المختلفة للدلالة ، كذلك فأن كل كلمة في العبارات المختلفة تتنوع دلالتها وتختلف ، أن تغيرت أشياء صغيرة في الجملة ، لذلك فأن علماء اللغة قسموا علم الدلالة إلى خمسة  أقسام كل قسم مختلف عن الأخرى وهم : [1]

الدّلالة المعجميّة

وهي أن يكون للمفرد الواحد الكثير من المعاني ، التي تدل عليه ، ويستدل على المعنى المراد من خلال السياق الذي يأتي فيه اللفظ ، وتعد الدلالة المعجمية من أهم الأسباب التي أدت إلى وجود ملايين المعاني في المعاجم العربية ، وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك ونذكر منها كلمة تولى :

  • قال تعالى (وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا) ، معنى الكلمة : استولى على المُلك وأصبح والياً.
  • قال تعالى: (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّ) ، معنى الكلمة : أعرض .
  • قال تعالى: (وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ، معنى الكلمة : بدأ به وتحمل معظم الأمر .
  • قال تعالى: (وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ) ، معنى الكلمة : أنصرف .

فقد جاءت كلمة تولى بالكثير من المعاني المختلفة في كل آية من الآيات السابقة ، وتغير معناها وفقاً لسياق الكلام . [2]

الدّلالة الصّوتيّة

وتعرف بأنها  الدّلالة التي تعتمد على القيمة الصّوتيّة للحرف الواحد وما يُعبّر عنه ، وقال ابن جني في كتابه (الخصائص) : أن هناك العديد من الأمثلة عليها منها الفعلين (قَضَم- خَضَم) ، الفعل الأول يُراد به : (أكل الشّيء اليابس) ، أمّا الثّاني فهو : (أكل الشّيء الرّطب) ، وقد أدّى هذا الاختلاف في وُجود حرفيّ (القاف-الخاء) في معنى الفعلين ؛ لما يراه العرب في حرف الخاء أنّه حرف (رخو) ، وأنّ حرف القاف حرف (صلب) ، وهذا ما يؤكّده كتاب (الخصائص) الذي يقول إنّ العرب كانوا يأخذون: “مسموع الأصوات إلى محسوس الأحداث”، كما يُذكر في الكتاب نفسه أنّ هذا النّوع من الدّلالات الّلغويّة تشتهر في الحُروف التي تُعبّر عن الأصوات الطّبيعيّة، مِثل: (الخرير ، والحفيف ، والعواء ، كذلك الصّرير، والقلقة، وغيرها)، ومن الأمثلة التي تدل على ذلك :

  • قال تعالى (الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) ، معنى الكلمة خر : سقط ، ومعنى الصوت : صوت الماء ، دلالة الكلمة : دلالة كلمة (خرَّ) هُنا السّقوط، بينما (الخَرير) يُستعمل لصوت الماء ، وهُنا تحصل الإضافة الصّوتيّة، فالآية التي بعدها تقول: (وسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) ، وكأنّ صوت الخَرير هُنا هو التّسبيح ، فكان للكلمة دلالة صوتيّة هي: (السّقوط مع التّسبيح). [3]

الدّلالة السّياقيّة

وهي الدلالة التي يدل اللفظ فيها على المفهوم ، والمقصود بلفظ واحد ، فيكون اللفظ الذي ينطقه المتكلم هو ذاته الذي يفهمه المستمع ،  وهذا ما ذَكَره تمام حسّان في كتابه (اللغة العربية: معناها ومبناها) أنّ لهذه الدّلالة مفهوماً يُسمّى بـ (المَقام) ، وهذا من باب قول العرب  “لكلّ مقام مقال” ، كما قال بأن أهل النّحو من العرب القُدماء لهم السبق في تعريف هذا المفهوم وأنّه ليس (مالينوفسكي) الذي نُسب إليه إيجاد المُصطلح المعروف سياق الموقف (بالإنجليزيّة: Contact of situation) .

برأي تمام حسّان لم يعرف مالينوفسكي أنّ هذا المُصطلح سُبَق الحديث عنه قبله بقرون عديدة ، وأنّ العرب كتبوا فيه كُتباً ولكن ما جعل مالينوفسكي يذاع صيته أنه حظي باهتمام عالمي كبير ، الأمر الذي لم يحدث مع العرب  وهذا ما جعل المُصطلح مرتبط به وهناك الكثير من الأمثلة على الدلالة السياقية منها :

  • مثال : كلمة : قريب : معانيها كثيرة وهي المسافة ، النسب ، والمحبة ، فإن قلنا هو قريب إلى قلبي فتعني المحبة ، فرغم كثرة المعاني المرتبطة بكلمة  (قريب) ، إلا أن وجود كلمة (قلبي)  بعدها جعلت المعنى واضحاً جداً. [4]

الدّلالة الاجتماعيّة

وهي الدّلالة التي تهتم بموافقة المعنى  للحياة الإنسانيّة وشُعوره للمعنى المراد منها ، ويمكن تعريفها بأنها في تناسب مع تطور المعنى الإنساني ، بتطور الإنسان ، كما جاء في كتاب (مفاهيم القرآن) لصاحبه السّبحانيّ بعض المعاني الجديدة التي ارتبط وُجودها بتطوّر الإنسان الاجتماعيّ ، وهناك الكثير من الأمثلة التي ذكرها ومنها معاني كلمة (الكلام) التي تطوّرت .

هو عند عوام النّاس : مجموعة من الحروف والأصوات التي تخرج من المُتكلّم ، وأنّه إذا زالت الأصوات ذهبت صفة الكلام عنه ، ولكن مع تطوّر الإنسان اجتماعيّاً توسّع المفهوم إلى الخُطب المنقولة، والشِّعر الذي رُوي عن فُلان، والأحاديث النّبويّة، وغيرها، ومع عدم صدور أصوات عن هذه الأمور إلّا أنّها تُسمّى كلاماً ، ولكن يجب معرفة أن الدلالة الاجتماعية تحتاج إلى وقت كافي حتى تتطور وهناك الكثير من الأمثلة على كلمة تتطور عبر الزمن منها :

  • مثال كلمة : حريم : معناها النساء ، معناه الشيء المحرم مسه.
  • الحرامي : اللص ، ومعناها الشيء المنسوب للحرام . [4]

الدّلالة الصّرفيّة

وتعرف بأنها هي الدّلالة التي تبحث في الأوزان والصِّيغ المُجرّدة و المعاني المختلفة منها ، ولكن الأصل الذي تعتمد عليه هذه المعاني في تغيرها هو علم النحو ، والقواعد الأعرابية ، ومن النّاحية البنائيّة ، ويجب الإشارة أن نوع الجملة التي يقع فيها اللفظ يساعد في تغير بنيتها سواء كانت جملة اسميّة، أو فعليّة أو حرفيّة .

مثال : جملة : كَذَبَ الرَّجُل ، الجذر اللغوي : كَذَبَ ، الوزن الصرفي : فَعَلَ ، الجملة المعدلة : كذبتُ الرجل ، المعاني المستفاد من الوزن الصرفي : هو التعدية ، حيث أن الفعل تعدى إلى مفعول به . [5]

الدّلالة النّحويّة

الدلالة النحوية تختلف عن غيرها في أن الجملة هي من تعطي المعنى للفظ ، حيث أن اللفظ لا يتغير معناه وأنما يختلف عمله باختلاف إعرابه في الجملة الواقع فيها ومثال ذلك :

  • مثال : أكرم خالد أخاه ، فهنا خالد هو الفاعل الذي قام بالفعل  ، أما لو قلنا أكرمتُ خالداً ، أصبح خالد هو المفعول به الذي وقع عليه الفعل بعد تغير موقعه في الجملة . [6]


نشكركم على قراءة الموضوع المعنون بــ “علم الدلالة في اللغة العربية” ونرجو أن نكون نقلنا ما يفيدك ويحوز على رضائك , تابعونا للحصول على المزيد من المعلومات المتنوعة في كافة المجالات .وننوه أن المصدر الأساسي هو المعني بصحة المنشور من عدمه.

إذا كان لك اقتراحات أو ملاحظات بشأن المنشور راسلنا من
هنا

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *