تقرير إشراق: “مقاضي رمضان” بين المجاعة وهوس الشراء

تقرير إشراق: “مقاضي رمضان” بين المجاعة وهوس الشراء

رمضان شهر اقتربت أيامه وأوشكت ساعاته على الانطلاق معلنة عن رحلة إيمانية تستمر لمدة ثلاثين يوماً لم يكرمنا الله بها إلا للتزود بطاعته والاستزادة في عبادته ولتعويد نفوسنا على مجاهده معاصيه
لكن هذا الزمان عُكست المفاهيم وتبدل الحال فأصبح شهر عنوانه المجاعة وساعات ليله لتأمين البطون وملأها بكل ما لذ وطاب خشية افتقارها جوعاً نهاراً فتمتلئ البطون وتتعرى الجيوب
فما أن تقترب أيامه إلا والأكثرية اعلن حالة الطوارئ في منزله للاستعداد الرمضاني بالاغذية ويتسابق مع غيره من يشتري أكثر
مقاضي رمضان إغاثة مجاعة عائلية واجتياح هوس الشراء

جشع التجار

نجد أطياف من الناس تستعد لملئ مخازنها بأنواع المأكولات والمشروبات قبل رمضان بشهر أو شهرين وكأن السوق سيغلق أبوابه في رمضان أو أن المواد الغذائية ستنفذ للأبد ولهذا استغلوا تجار المواد الغذائية هذا الاندفاع بين رفع الأسعار بشكل خيالي وتخفيضات تكاد تكون أكثرها شكليه لزيادة إقبال الناس عليها بوهمهم بتقليل سعرها
وهناك من يستغل تهافت الناس على الشراء وخاصة ذوو الاسعار المخفضة فأصبحوا يعرضون بضائع قاربت على انتهاء صلاحيتها وقد تنتهي قبل استعالمها بأسعار مخفضة ليقع ذوو الدخل البسيط ضحية لجشعهم.

الفرق بين رمضان وبقية الشهور

بدل أن نستغل هذا الشهر في البعد عما لا يرضي الله بتنا نتنافس على الإسراف والتبذير اللذان نهانا الله عنهما وذلك بشراء ما نحتاجه وما لانحتاجه حتى نكتشف بالنهاية أننا أمنا مخزن غذاء لمدة سنة لا شهر نصفه صيام!!
ومن ثم تبسط السفر الرمضانية في المنازل إفطار لخمسين شخص وعددهم خمسة أشخاص!!ليؤكل القليل ويرمى الكثير نهاية اليوم.
والغريب في الأمر الذي نراه أن طوال (11) شهراً نغض الطرف عن المبالغة في الشراء وتمر علينا أيام الاجازة الصيفية التي نكون في نهارها نيام وليلها ندمن السهر ومع هذا لانفعل كما نفعله في شهر رمضان من جنون الشراء

معادلة عجيبة

الأكثرية تتهافت على شراء الأغذية وتبالغ في اقتنائها وبعد أن يسلموا رواتبهم للتجار طوع أنفسهم يتصايحون لغلاء الأسعار وبجشع التجار!!
مقاضي رمضان إغاثة مجاعة عائلية واجتياح هوس الشراء
وفي جهة أخرى نجد الناس يأكلون منذ أذان المغرب إلى قبيل الفجر حتى لايستطيع الواحد منهم أن يمشي بضع كيلومترات لثقله وكثرة طعامه ثم نجدهم في موضع أخر ينادون بالرشاقة والحمية الغذائية خشية السمنة!
مقاضي رمضان إغاثة مجاعة عائلية واجتياح هوس الشراء

آراء الاقتصاديون

طالب الأكاديمي الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة بإيجاد جمعيات غير حكومية تراقب الأسواق وتحمي المستهلكين، يكون دورها فعال ويتم دعمها من الدولة، بالإضافة إلى أنه يجب أن تكون الأرقام والإحصائيات ذات مرجع واحد وليس كما هو حاصل الآن كل وزارة لديها أرقامها وإحصائياتها
ولفت باعجاجة إلى أهمية قيام المستهلكين بضبط عملية الشراء وعدم الاندفاع الشرائي بشراء الكثير من السلع دفعة واحدة مما يعطي مؤشراً لتجار الجملة بنقص السلع في السوق وبالتالي التحكم بالأسعار كيفما أرادوا.
وأضاف أن على المستهلك أن لا يندفع بعملية الشراء وأن لا تتركز عملية الشراء على أيام قبل رمضان والأيام الأولى منه، معتبراً أن هذا الأمر يخلق ضغوطاً كبيرة على منافذ البيع مما يرفع بعض الأسعار المرتكزة بالأساس على عملية العرض والطلب.
وطالب محمد بن عبدالله العصيمي أحد تجار وموردي المواد الغذائية بنفس الصدد المستهلك بأن يكون لديه خيارات متعددة للشراء واختيار العروض المناسبة، وعدم الانسياق خلف العلامات التجارية والتي كثير منها تسوق على حساب المستهلكين مع وجود بدائل وأصناف منافسة بالسوق المحلي.
وقال أبو زياد: العيب ليس في رمضان ولا في الراتب ولكن العيب فيمن يجعل رمضان ضيف ثقيل بالاغراض والتبضع المفرط ومن ثم يبدا صياح الغلاء
وقال أخر:اعتقد ان المستهلك السعودي يحتاج إلى توعية كاملة في كيفية إستهلاك و شراء المنتجات الغذائيه تحديداً قبل رمضان وبمختلف الأوقات و المواسم..
لان لو وجد المستهلك الواعي و المدرك لقيمة المنتجات الحقيقة و يتجاهل الماركات التي ترفع الإسعار و يذهب للمنتجات التي لم يتغير سعرها، بالتالي يصبح المتلاعب بالاسعار حبيس الأرفف و مع مرور الوقت يضطر لتخفي
تقول إحداهن لي أسرفت رمضان الماضي بشراء نوع من أنواع الاغذية وجاء رمضان السنة وتاريخ صلاحيته يخال لي أنه انتهى وسأعود أشتري بدل عنه وبالطبع نهاية العدد السابق رميه بالقمامه أكرمكم الله .
مقاضي رمضان إغاثة مجاعة عائلية واجتياح هوس الشراء
وهكذا الكثير يبالغ بالشراء حتى تدور عليه الأعوام ويرمى ليتشرى غيره .

لرمضان نكهته الخاصة والجميلة في التبضع والأستعداد والتجهيز له لكن (لاإفراط ولاتفريط) ولنجعل استعدادنا له فيما يرضي رازقنا إياه دون مبالغة وإسراف في الشراء حتى لانفقد حلاوة التجهيز الرمضاني بالمبالغة بالشراء وتذهب أيامه في حمل هم كيفية تأمين جوع بطوننا فقط دون التفكير بكيفية تأمين صحائفنا والتلذذ بحلاوة روحانية هذا الشهر الفضيل

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *