نقدم لكم في اشراق العالم التفاصيل عن صفقة الاستحواذ على "نيوكاسل".. كيف ستعزز قوة المملكة الناعمة؟
تجربتا “تشيلسي” و”سيتي” في الحسبان
يقترب صندوق الاستثمارات العامة بالتحالف مع مستثمرين آخرين شيئًا فشيئًا من الاستحواذ على نادي نيوكاسل الإنجليزي العريق بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني بعد توقيع الاتفاقيات والعقود اللازمة، في انتظار الرتوش الأخيرة على الصفقة، بحسب وسائل إعلام عالمية.
ومن المنتظر أن تشمل عملية الاستحواذ على النادي الإنجليزي إعادة هيكلة للإدارة، وضخ أموال واستثمارات كبيرة في مرافق النادي ومنشآته وأكاديميته، والتعاقد مع بعض اللاعبين؛ حتى يتناسب مع طموح الملاك الجدد، وجماهير النادي المتعطشة للعودة إلى منصات التتويج.
وتضع الجماهير، خصوصًا العاشقة لـ”نيوكاسل”، تجربتي تشيلسي ومانشستر سيتي تحت النظر، بعد أن ارتفعت أسهمهما، وأصبحا من كبار القوم في الكرة الإنجليزية، وحققا نجاحات هائلة محليًا وقاريًا عقب استحواذ الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش والشيخ منصور بن زايد آل نهيان على الناديين في السنوات الأخيرة.
كما ينظر للاستثمار السعودي في هذا القطاع الحيوي على أنه يعد تعزيزًا لقوة البلاد الناعمة، وتغييرًا لصورة نمطية ارتبطت بها لدى الغرب، إضافة لتعظيم نفوذها في مجال آخر يضاف إلى نفوذها الكبير على المستويين السياسي والاقتصادي.
تجارب رياضية نموذجية
تُعد تجربة تشيلسي من أنجح التجارب العالمية في صناعة نادٍ عالمي شهير، وتحويله من فريقٍ متواضع في منتصف جدول الترتيب ومؤخرته إلى فريق مرموق يحصد الألقاب، ويحقق الأرباح المالية لمالكه؛ ليصبح استثمارًا حقيقيًا مدرًا للبطولات والأموال والنجاحات.
فبنحو 140 مليون جنيه إسترليني، استحوذ الملياردير رومان أبراموفيتش على النادي الإنجليزي في عام 2003؛ لتبدأ من تلك اللحظة رحلة جديدة للنادي اللندني، ورحلة جديدة أيضًا لإمبراطور النفط الروسي، فقبل تلك الأثناء لم يكن يعرفه أحد خارج قطاع النفط ودهاليزه، والآن أصبح الكل يعرف الملياردير الروسي حتى غير المهتمين بكرة القدم لما أدره عليه تشيلسي من شهرة واسعة.
استقطب الملياردير الروسي أشهر اللاعبين والمدربين الكبار إلى صفوف النادي الإنجليزي؛ ليصنع فريقًا يهابه الجميع في إنجلترا وأوروبا، ويكسر سطوة الأندية الشهيرة في تلك الفترة مانشستر يونايتد وارسنال وليفربول على البطولات المحلية، واستطاع الفريق وضع اسمه كمنافس دائم على البطولات المحلية والقارية الكبرى، كما أصبح محطًا لأنظار أشهر اللاعبين والمدربين للعب والعمل فيه.
ويكفي القول إن عدد بطولات تشيلسي طوال تاريخه قبل استحواذ أبراموفيتش بلغت 11 بطولة، من بينهم لقب دوري وحيد في عام 1955، ولقبان أوروبيان ليس من بينهما دوري أبطال أوروبا البطولة الأشهر، ولكن بعد استحواذ الملياردير الروسي في عام 2003، أضاف النادي 18 لقبًا جديدًا من بينهم 5 ألقاب للدوري، ولقب لدوري أبطال أوروبا لتضاف إلى خزانة بطولات النادي لأول مرة في تاريخه.
ومن الناحية المادية، ارتفعت عائدات النادي المالية بشكل ملحوظ فقد سجل النادي على سبيل المثال إيرادات قياسية بلغت 443,4 مليون جنيه إسترليني، ما يعادل 562 مليون دولار عن موسم 2017-2018، فيما حقق أرباحًا وصلت إلى 62 مليون جنيه عن ذلك الموسم. أما في عام 2014 فقد وصلت أرباحه 18.4 مليون جنيه إسترليني، وعائداته نحو 319.8 مليون جنيه إسترليني. وتظهر الأرقام ارتفاع العائدات والأرباح مع توالي السنين ونضوج التجربة.
وفي شمال غرب إنجلترا، تحديدًا مدينة مانشستر، سجلت تجربة أخرى ناجحة في الكرة الإنجليزية بأيادٍ إماراتية مع فريق المدينة مانشستر سيتي، بعد أن استحوذت عليه مجموعة أبو ظبي المتحدة للتنمية والاستثمار المملوكة من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بنحو 360 مليون دولار عام 2008، وحولت النادي الى أحد الأندية الكبيرة في إنجلترا وأوروبا، بعد أعوام طويلة في غياهب النسيان.
فبدأ عهد جديد للنادي مع الألقاب والبطولات، ويتحول السيتي المغمور إلى منافس كبير، ويستحوذ على الاهتمام والشهرة أولاً في معقله ومعقل غريمه التقليدي مانشستر يونايتد، ثم يصبح ملء السمع والبصر في إنجلترا وأوروبا بنجومه الكبار من لاعبين ومدربين.
وأسهمت الأموال التي أنفقها الملاك الإماراتيون التي تقدر بنحو 1.5 مليار دولار في بزوغ نجم مانشستر سيتي، وكسره لهيمنة الأندية العريقة المسيطرة على الساحة المحلية، بعد أن كان حبيس صراع الهبوط إلى الدرجات الدنيا، الذي لم ينج منه في بعض الأحيان، فتحول إلى الصراع مع الكبار على الألقاب الكبيرة، وأصبح أقربهم إليها. وتنقل صحيفة “ديلي ميل” الإنجليزية عن أحد المسؤولين السابقين في إدارة النادي قوله “ينسى الناس أنه قبل عشرة أعوام، لم يكن أحد ليتخيل أن سيتي سيصل إلى المكان” الذي يوجد فيه حاليًا.
وشملت عمليات تطوير النادي توسعة ملعب الاتحاد، الذي كان يعرف سابقًا بملعب مدينة مانشستر، واستقطاب كبار نجوم كرة القدم، وأبرع المدربين، كما شملت عمليات التنمية والتطوير أكاديمية الناشئين أيضًا.
وحصل السيتي قبل الاستحواذ الإماراتي على نحو 9 ألقاب طوال تاريخه، بينما في فترة 13 عامًا فقط هي عمر انتقاله للملاك الجدد حصل النادي على 12 لقبًا، من بينهم 4 ألقاب دوري، بعد غياب نحو 44 عامًا عن الفوز بتلك البطولة الكبرى.
وعلى الرغم من الإنفاق الهائل على مثل تلك الاستثمارات الكبرى طويلة الأمد، فقد حقق النادي طفرة كبرى في حجم العائدات السنوية، فقد ارتفعت في العام الماضي لتصل إلى 535 مليون جنيه إسترليني؛ ليحقق أرباحًا للعام الخامس على التوالي، بلغت نحو 10.1 مليون جنيه إسترليني. وقبل استحواذ الإماراتي على مانشستر سيتي عام 2008، كانت إيرادات النادي تقارب 87 مليون جنيه إسترليني فقط.
القوة الناعمة
ويمكن القول إنه فضلاً عن العائدات المادية المنتظرة لصندوق الاستثمارات العامة من تلك النوعية من الاستثمارات طويلة الأجل، فإن لها تأثيرات أخرى تشمل صورة الدولة، والدعاية لها بشكل غير مباشر على الساحة العالمية، فلا شك أن الرياضة تُسهم بشكل واضح في بناء القوة الناعمة للدول، فلم يعد يقتصر هذا المصطلح على الثقافة والفن حصريًا، فقد أدى تصاعد التنظيم والاحترافية والعالمية في الممارسات الرياضية إلى اعتماد عدد كبير من دول العالم على الرياضة ضمن أدوات تفعيل القوة الناعمة للدولة، وبناء صور ذهنية إيجابية عنها لتعزيز أرصدة القوة غير المادية، والترويج للنموذج الجاذب الذي تسعى لتسويقه، واستعراض مركزية مكانة الدولة على المستوى العالمي.
كما تُسهم الرياضة في إبراز صورة وهوية الدولة وعلامتها التجارية على الساحة الدولية، وجذب انتباه ملايين الأشخاص سواء عبر تنظيم الأحداث الرياضية المهمة، أو الاستحواذ على أندية في دوريات ودول مرموقة، فضلاً عن تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن الدول، وكسر جمود الصورة النمطية السلبية العالمية، أو تعزيزها في حال كانت إيجابية.
ولا شك أن الحضور السعودي على الساحة الإنجليزية، وعبر واحدٍ من أعرق أنديتها في كرة القدم، تلك الرياضة ذائعة الصيت والشعبية حول العالم، سيعزز من صورة المملكة دوليًا، وسيخلق نفوذًا هائلاً من وراء ذلك، وربما يضاهي النفوذ الاقتصادي والسياسي الذي تتمتع به المملكة على الساحة العالمية.
نيوكاسل الإنجليزي
صندوق الاستثمار السعودي
شراء نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم
نيوكاسل يونايتد
صفقة الاستحواذ على “نيوكاسل”.. كيف ستعزز قوة المملكة الناعمة؟
ياسر نجدي
سبق
2020-04-24
يقترب صندوق الاستثمارات العامة بالتحالف مع مستثمرين آخرين شيئًا فشيئًا من الاستحواذ على نادي نيوكاسل الإنجليزي العريق بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني بعد توقيع الاتفاقيات والعقود اللازمة، في انتظار الرتوش الأخيرة على الصفقة، بحسب وسائل إعلام عالمية.
ومن المنتظر أن تشمل عملية الاستحواذ على النادي الإنجليزي إعادة هيكلة للإدارة، وضخ أموال واستثمارات كبيرة في مرافق النادي ومنشآته وأكاديميته، والتعاقد مع بعض اللاعبين؛ حتى يتناسب مع طموح الملاك الجدد، وجماهير النادي المتعطشة للعودة إلى منصات التتويج.
وتضع الجماهير، خصوصًا العاشقة لـ”نيوكاسل”، تجربتي تشيلسي ومانشستر سيتي تحت النظر، بعد أن ارتفعت أسهمهما، وأصبحا من كبار القوم في الكرة الإنجليزية، وحققا نجاحات هائلة محليًا وقاريًا عقب استحواذ الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش والشيخ منصور بن زايد آل نهيان على الناديين في السنوات الأخيرة.
كما ينظر للاستثمار السعودي في هذا القطاع الحيوي على أنه يعد تعزيزًا لقوة البلاد الناعمة، وتغييرًا لصورة نمطية ارتبطت بها لدى الغرب، إضافة لتعظيم نفوذها في مجال آخر يضاف إلى نفوذها الكبير على المستويين السياسي والاقتصادي.
تجارب رياضية نموذجية
تُعد تجربة تشيلسي من أنجح التجارب العالمية في صناعة نادٍ عالمي شهير، وتحويله من فريقٍ متواضع في منتصف جدول الترتيب ومؤخرته إلى فريق مرموق يحصد الألقاب، ويحقق الأرباح المالية لمالكه؛ ليصبح استثمارًا حقيقيًا مدرًا للبطولات والأموال والنجاحات.
فبنحو 140 مليون جنيه إسترليني، استحوذ الملياردير رومان أبراموفيتش على النادي الإنجليزي في عام 2003؛ لتبدأ من تلك اللحظة رحلة جديدة للنادي اللندني، ورحلة جديدة أيضًا لإمبراطور النفط الروسي، فقبل تلك الأثناء لم يكن يعرفه أحد خارج قطاع النفط ودهاليزه، والآن أصبح الكل يعرف الملياردير الروسي حتى غير المهتمين بكرة القدم لما أدره عليه تشيلسي من شهرة واسعة.
استقطب الملياردير الروسي أشهر اللاعبين والمدربين الكبار إلى صفوف النادي الإنجليزي؛ ليصنع فريقًا يهابه الجميع في إنجلترا وأوروبا، ويكسر سطوة الأندية الشهيرة في تلك الفترة مانشستر يونايتد وارسنال وليفربول على البطولات المحلية، واستطاع الفريق وضع اسمه كمنافس دائم على البطولات المحلية والقارية الكبرى، كما أصبح محطًا لأنظار أشهر اللاعبين والمدربين للعب والعمل فيه.
ويكفي القول إن عدد بطولات تشيلسي طوال تاريخه قبل استحواذ أبراموفيتش بلغت 11 بطولة، من بينهم لقب دوري وحيد في عام 1955، ولقبان أوروبيان ليس من بينهما دوري أبطال أوروبا البطولة الأشهر، ولكن بعد استحواذ الملياردير الروسي في عام 2003، أضاف النادي 18 لقبًا جديدًا من بينهم 5 ألقاب للدوري، ولقب لدوري أبطال أوروبا لتضاف إلى خزانة بطولات النادي لأول مرة في تاريخه.
ومن الناحية المادية، ارتفعت عائدات النادي المالية بشكل ملحوظ فقد سجل النادي على سبيل المثال إيرادات قياسية بلغت 443,4 مليون جنيه إسترليني، ما يعادل 562 مليون دولار عن موسم 2017-2018، فيما حقق أرباحًا وصلت إلى 62 مليون جنيه عن ذلك الموسم. أما في عام 2014 فقد وصلت أرباحه 18.4 مليون جنيه إسترليني، وعائداته نحو 319.8 مليون جنيه إسترليني. وتظهر الأرقام ارتفاع العائدات والأرباح مع توالي السنين ونضوج التجربة.
وفي شمال غرب إنجلترا، تحديدًا مدينة مانشستر، سجلت تجربة أخرى ناجحة في الكرة الإنجليزية بأيادٍ إماراتية مع فريق المدينة مانشستر سيتي، بعد أن استحوذت عليه مجموعة أبو ظبي المتحدة للتنمية والاستثمار المملوكة من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بنحو 360 مليون دولار عام 2008، وحولت النادي الى أحد الأندية الكبيرة في إنجلترا وأوروبا، بعد أعوام طويلة في غياهب النسيان.
فبدأ عهد جديد للنادي مع الألقاب والبطولات، ويتحول السيتي المغمور إلى منافس كبير، ويستحوذ على الاهتمام والشهرة أولاً في معقله ومعقل غريمه التقليدي مانشستر يونايتد، ثم يصبح ملء السمع والبصر في إنجلترا وأوروبا بنجومه الكبار من لاعبين ومدربين.
وأسهمت الأموال التي أنفقها الملاك الإماراتيون التي تقدر بنحو 1.5 مليار دولار في بزوغ نجم مانشستر سيتي، وكسره لهيمنة الأندية العريقة المسيطرة على الساحة المحلية، بعد أن كان حبيس صراع الهبوط إلى الدرجات الدنيا، الذي لم ينج منه في بعض الأحيان، فتحول إلى الصراع مع الكبار على الألقاب الكبيرة، وأصبح أقربهم إليها. وتنقل صحيفة “ديلي ميل” الإنجليزية عن أحد المسؤولين السابقين في إدارة النادي قوله “ينسى الناس أنه قبل عشرة أعوام، لم يكن أحد ليتخيل أن سيتي سيصل إلى المكان” الذي يوجد فيه حاليًا.
وشملت عمليات تطوير النادي توسعة ملعب الاتحاد، الذي كان يعرف سابقًا بملعب مدينة مانشستر، واستقطاب كبار نجوم كرة القدم، وأبرع المدربين، كما شملت عمليات التنمية والتطوير أكاديمية الناشئين أيضًا.
وحصل السيتي قبل الاستحواذ الإماراتي على نحو 9 ألقاب طوال تاريخه، بينما في فترة 13 عامًا فقط هي عمر انتقاله للملاك الجدد حصل النادي على 12 لقبًا، من بينهم 4 ألقاب دوري، بعد غياب نحو 44 عامًا عن الفوز بتلك البطولة الكبرى.
وعلى الرغم من الإنفاق الهائل على مثل تلك الاستثمارات الكبرى طويلة الأمد، فقد حقق النادي طفرة كبرى في حجم العائدات السنوية، فقد ارتفعت في العام الماضي لتصل إلى 535 مليون جنيه إسترليني؛ ليحقق أرباحًا للعام الخامس على التوالي، بلغت نحو 10.1 مليون جنيه إسترليني. وقبل استحواذ الإماراتي على مانشستر سيتي عام 2008، كانت إيرادات النادي تقارب 87 مليون جنيه إسترليني فقط.
القوة الناعمة
ويمكن القول إنه فضلاً عن العائدات المادية المنتظرة لصندوق الاستثمارات العامة من تلك النوعية من الاستثمارات طويلة الأجل، فإن لها تأثيرات أخرى تشمل صورة الدولة، والدعاية لها بشكل غير مباشر على الساحة العالمية، فلا شك أن الرياضة تُسهم بشكل واضح في بناء القوة الناعمة للدول، فلم يعد يقتصر هذا المصطلح على الثقافة والفن حصريًا، فقد أدى تصاعد التنظيم والاحترافية والعالمية في الممارسات الرياضية إلى اعتماد عدد كبير من دول العالم على الرياضة ضمن أدوات تفعيل القوة الناعمة للدولة، وبناء صور ذهنية إيجابية عنها لتعزيز أرصدة القوة غير المادية، والترويج للنموذج الجاذب الذي تسعى لتسويقه، واستعراض مركزية مكانة الدولة على المستوى العالمي.
كما تُسهم الرياضة في إبراز صورة وهوية الدولة وعلامتها التجارية على الساحة الدولية، وجذب انتباه ملايين الأشخاص سواء عبر تنظيم الأحداث الرياضية المهمة، أو الاستحواذ على أندية في دوريات ودول مرموقة، فضلاً عن تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن الدول، وكسر جمود الصورة النمطية السلبية العالمية، أو تعزيزها في حال كانت إيجابية.
ولا شك أن الحضور السعودي على الساحة الإنجليزية، وعبر واحدٍ من أعرق أنديتها في كرة القدم، تلك الرياضة ذائعة الصيت والشعبية حول العالم، سيعزز من صورة المملكة دوليًا، وسيخلق نفوذًا هائلاً من وراء ذلك، وربما يضاهي النفوذ الاقتصادي والسياسي الذي تتمتع به المملكة على الساحة العالمية.
24 إبريل 2020 – 1 رمضان 1441
04:00 AM
تجربتا “تشيلسي” و”سيتي” في الحسبان
يقترب صندوق الاستثمارات العامة بالتحالف مع مستثمرين آخرين شيئًا فشيئًا من الاستحواذ على نادي نيوكاسل الإنجليزي العريق بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني بعد توقيع الاتفاقيات والعقود اللازمة، في انتظار الرتوش الأخيرة على الصفقة، بحسب وسائل إعلام عالمية.
ومن المنتظر أن تشمل عملية الاستحواذ على النادي الإنجليزي إعادة هيكلة للإدارة، وضخ أموال واستثمارات كبيرة في مرافق النادي ومنشآته وأكاديميته، والتعاقد مع بعض اللاعبين؛ حتى يتناسب مع طموح الملاك الجدد، وجماهير النادي المتعطشة للعودة إلى منصات التتويج.
وتضع الجماهير، خصوصًا العاشقة لـ”نيوكاسل”، تجربتي تشيلسي ومانشستر سيتي تحت النظر، بعد أن ارتفعت أسهمهما، وأصبحا من كبار القوم في الكرة الإنجليزية، وحققا نجاحات هائلة محليًا وقاريًا عقب استحواذ الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش والشيخ منصور بن زايد آل نهيان على الناديين في السنوات الأخيرة.
كما ينظر للاستثمار السعودي في هذا القطاع الحيوي على أنه يعد تعزيزًا لقوة البلاد الناعمة، وتغييرًا لصورة نمطية ارتبطت بها لدى الغرب، إضافة لتعظيم نفوذها في مجال آخر يضاف إلى نفوذها الكبير على المستويين السياسي والاقتصادي.
تجارب رياضية نموذجية
تُعد تجربة تشيلسي من أنجح التجارب العالمية في صناعة نادٍ عالمي شهير، وتحويله من فريقٍ متواضع في منتصف جدول الترتيب ومؤخرته إلى فريق مرموق يحصد الألقاب، ويحقق الأرباح المالية لمالكه؛ ليصبح استثمارًا حقيقيًا مدرًا للبطولات والأموال والنجاحات.
فبنحو 140 مليون جنيه إسترليني، استحوذ الملياردير رومان أبراموفيتش على النادي الإنجليزي في عام 2003؛ لتبدأ من تلك اللحظة رحلة جديدة للنادي اللندني، ورحلة جديدة أيضًا لإمبراطور النفط الروسي، فقبل تلك الأثناء لم يكن يعرفه أحد خارج قطاع النفط ودهاليزه، والآن أصبح الكل يعرف الملياردير الروسي حتى غير المهتمين بكرة القدم لما أدره عليه تشيلسي من شهرة واسعة.
استقطب الملياردير الروسي أشهر اللاعبين والمدربين الكبار إلى صفوف النادي الإنجليزي؛ ليصنع فريقًا يهابه الجميع في إنجلترا وأوروبا، ويكسر سطوة الأندية الشهيرة في تلك الفترة مانشستر يونايتد وارسنال وليفربول على البطولات المحلية، واستطاع الفريق وضع اسمه كمنافس دائم على البطولات المحلية والقارية الكبرى، كما أصبح محطًا لأنظار أشهر اللاعبين والمدربين للعب والعمل فيه.
ويكفي القول إن عدد بطولات تشيلسي طوال تاريخه قبل استحواذ أبراموفيتش بلغت 11 بطولة، من بينهم لقب دوري وحيد في عام 1955، ولقبان أوروبيان ليس من بينهما دوري أبطال أوروبا البطولة الأشهر، ولكن بعد استحواذ الملياردير الروسي في عام 2003، أضاف النادي 18 لقبًا جديدًا من بينهم 5 ألقاب للدوري، ولقب لدوري أبطال أوروبا لتضاف إلى خزانة بطولات النادي لأول مرة في تاريخه.
ومن الناحية المادية، ارتفعت عائدات النادي المالية بشكل ملحوظ فقد سجل النادي على سبيل المثال إيرادات قياسية بلغت 443,4 مليون جنيه إسترليني، ما يعادل 562 مليون دولار عن موسم 2017-2018، فيما حقق أرباحًا وصلت إلى 62 مليون جنيه عن ذلك الموسم. أما في عام 2014 فقد وصلت أرباحه 18.4 مليون جنيه إسترليني، وعائداته نحو 319.8 مليون جنيه إسترليني. وتظهر الأرقام ارتفاع العائدات والأرباح مع توالي السنين ونضوج التجربة.
وفي شمال غرب إنجلترا، تحديدًا مدينة مانشستر، سجلت تجربة أخرى ناجحة في الكرة الإنجليزية بأيادٍ إماراتية مع فريق المدينة مانشستر سيتي، بعد أن استحوذت عليه مجموعة أبو ظبي المتحدة للتنمية والاستثمار المملوكة من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بنحو 360 مليون دولار عام 2008، وحولت النادي الى أحد الأندية الكبيرة في إنجلترا وأوروبا، بعد أعوام طويلة في غياهب النسيان.
فبدأ عهد جديد للنادي مع الألقاب والبطولات، ويتحول السيتي المغمور إلى منافس كبير، ويستحوذ على الاهتمام والشهرة أولاً في معقله ومعقل غريمه التقليدي مانشستر يونايتد، ثم يصبح ملء السمع والبصر في إنجلترا وأوروبا بنجومه الكبار من لاعبين ومدربين.
وأسهمت الأموال التي أنفقها الملاك الإماراتيون التي تقدر بنحو 1.5 مليار دولار في بزوغ نجم مانشستر سيتي، وكسره لهيمنة الأندية العريقة المسيطرة على الساحة المحلية، بعد أن كان حبيس صراع الهبوط إلى الدرجات الدنيا، الذي لم ينج منه في بعض الأحيان، فتحول إلى الصراع مع الكبار على الألقاب الكبيرة، وأصبح أقربهم إليها. وتنقل صحيفة “ديلي ميل” الإنجليزية عن أحد المسؤولين السابقين في إدارة النادي قوله “ينسى الناس أنه قبل عشرة أعوام، لم يكن أحد ليتخيل أن سيتي سيصل إلى المكان” الذي يوجد فيه حاليًا.
وشملت عمليات تطوير النادي توسعة ملعب الاتحاد، الذي كان يعرف سابقًا بملعب مدينة مانشستر، واستقطاب كبار نجوم كرة القدم، وأبرع المدربين، كما شملت عمليات التنمية والتطوير أكاديمية الناشئين أيضًا.
وحصل السيتي قبل الاستحواذ الإماراتي على نحو 9 ألقاب طوال تاريخه، بينما في فترة 13 عامًا فقط هي عمر انتقاله للملاك الجدد حصل النادي على 12 لقبًا، من بينهم 4 ألقاب دوري، بعد غياب نحو 44 عامًا عن الفوز بتلك البطولة الكبرى.
وعلى الرغم من الإنفاق الهائل على مثل تلك الاستثمارات الكبرى طويلة الأمد، فقد حقق النادي طفرة كبرى في حجم العائدات السنوية، فقد ارتفعت في العام الماضي لتصل إلى 535 مليون جنيه إسترليني؛ ليحقق أرباحًا للعام الخامس على التوالي، بلغت نحو 10.1 مليون جنيه إسترليني. وقبل استحواذ الإماراتي على مانشستر سيتي عام 2008، كانت إيرادات النادي تقارب 87 مليون جنيه إسترليني فقط.
القوة الناعمة
ويمكن القول إنه فضلاً عن العائدات المادية المنتظرة لصندوق الاستثمارات العامة من تلك النوعية من الاستثمارات طويلة الأجل، فإن لها تأثيرات أخرى تشمل صورة الدولة، والدعاية لها بشكل غير مباشر على الساحة العالمية، فلا شك أن الرياضة تُسهم بشكل واضح في بناء القوة الناعمة للدول، فلم يعد يقتصر هذا المصطلح على الثقافة والفن حصريًا، فقد أدى تصاعد التنظيم والاحترافية والعالمية في الممارسات الرياضية إلى اعتماد عدد كبير من دول العالم على الرياضة ضمن أدوات تفعيل القوة الناعمة للدولة، وبناء صور ذهنية إيجابية عنها لتعزيز أرصدة القوة غير المادية، والترويج للنموذج الجاذب الذي تسعى لتسويقه، واستعراض مركزية مكانة الدولة على المستوى العالمي.
كما تُسهم الرياضة في إبراز صورة وهوية الدولة وعلامتها التجارية على الساحة الدولية، وجذب انتباه ملايين الأشخاص سواء عبر تنظيم الأحداث الرياضية المهمة، أو الاستحواذ على أندية في دوريات ودول مرموقة، فضلاً عن تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن الدول، وكسر جمود الصورة النمطية السلبية العالمية، أو تعزيزها في حال كانت إيجابية.
ولا شك أن الحضور السعودي على الساحة الإنجليزية، وعبر واحدٍ من أعرق أنديتها في كرة القدم، تلك الرياضة ذائعة الصيت والشعبية حول العالم، سيعزز من صورة المملكة دوليًا، وسيخلق نفوذًا هائلاً من وراء ذلك، وربما يضاهي النفوذ الاقتصادي والسياسي الذي تتمتع به المملكة على الساحة العالمية.
المصدر: صحيفة المرصد
xnxx,
xvideos,
porn,
porn,
xnxx,
Phim sex,
mp3 download,
sex 4K,
Straka Pga,
gay teen porn,
Hentai haven,
free Hentai,