نلاحظ أنه في القرآن الكريم أن أهل الكتاب قالوا مرة لن تمسهم النار إلا أياما معدودة
“وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً” (البقرة:80)
ومرة قالوا لن تمسهم النار إلا أياما معدودة
“ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ” (آل عمران:24)
فما الفرق؟
————الجواب——
جمع غير العاقل إن كان بالإفراد يكون أكثر من حيث العدد من الجمع السالم كأنهار جارية وأنهار جاريات، فالجارية أكثر من الجاريات، ومثلها شاهقة وشاهقات فالعدد في الأولى أكثر، وجمع السالم قلة.
مثلا
قال سبحانه في الحج
(وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ) ﴿٢٠٣ البقرة﴾ كونها أيام قليلة
وقال في آية أخرى عن يوسف عليه السلام( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة) أي أكثر من 11 درهما، ولو قال معدودات لكانت أقل.
الآن لم ذكر عن أهل الكتاب مرة أياما معدودة وأخرى أياما معدودات؟
ننظر إلى الفعل الذي قاموا به قبل الآية التي ذكر فيها أياما معدودة، فعلهم كان هو تحريف الكتاب وهو خطيئة عظيمة، فجاء وصف الأيام بالمعدودة
(وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) ﴿ البقرة: ٨٠ ﴾
بينما قبل الآية التي ذكر فيها أياما معدودات، فعلهم كان هو الإعراض عن الاحتكام إلى كتاب الله وهو فعل أقل شدة من التحريف، الذي يتضمنه.
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴿(آل عمران:٢٣﴾