حجاج العجمي يعترف بخطئه ويتمنى رفع اسمه من قائمة الإرهاب

حجاج العجمي يعترف بخطئه ويتمنى رفع اسمه من قائمة الإرهاب

صرح الداعية الكويتي حجاج العجمي خلال ندوة “هل أنت إرهابي”، بالتعاون مع وزارة الخارجية الكويتية، بأنه أخطأ لأنه عمل خارج الإطار الرسمي، وقام بالتواصل مع الجماعات المتطرفة.

وأضاف قائلا: “أبلغت وزارة الخارجية بأنني ورقة بيضاء، ولكم الحق في أن تشترطوا ما هي السبل للخلاص مما وقعنا فيه”.

واستطرد: “الحمد لله على ما قدر، ولو استرجع الإنسان ما سبق من ممارسات وتصرفات لكان العبد حوكم بشكل أكبر”. وأضاف: “فالخطأ أولا في العمل خارج الإطار الرسمي والقانوني هو الذي عرضني لمشكلة، والأمر الثاني هو التواصل بأي صورة من الصور سواء اللقاءات مع الجماعات المتطرفة، فكنت أظن أن إشكالية التطرف والغلو في التواصل مع داعش وجبهات القاعدة، لاشك أنهما قبلتا التطرف والإرهاب،لكن هناك جيوب لهاتين الجماعتين وأسماء متعددة، مثل “جيش المهاجرين، وصلاح الدين” وغيرها تتفرع، وهذا ذكاء من هذه الجماعات حتى تتملص من التصنيف الدولي باسم آخر”.

العمل خارج الإطار الرسمي خطأ

وقال العجمي: “لاشك أن العمل خارج الإطار الرسمي خطأ، وأتراجع عنه، حتى لما أتيت لوزارة الخارجية وبلغتهم بأنني ورقة بيضاء لكم الحق أن تشترطوا ما هو البرنامج وما هي السبل التي تخلصنا من موقعنا، ‏واعترفت بالخطأ من جميع النواحي، وأنا لم أخطئ بالعاطفة وصدق النية ولكنهما ليستا كافيتين للوصول لصدق النية”.

وأضاف: “لو رجع بي الزمن لن أعمل إلا في إطار العمل الرسمي.. والدور التوجيهي يفترض أن يكون خيرا مما مضى.. عبر منصة التواصل سواء في اليوتيوب وتويتر وإنستغرام لأن المتابعين بالملايين”.

وأضاف حجاج العجمي: “داعش وجبهة النصرة” استغلتا جهل الشباب الذين استخدموا “كحطب للحرق” وقلبوا حال الناس من الأمن إلى الخوف.. وأشار إلى أنه في وسائل التواصل هناك موجة تبين الموقف من القاعدة وجبهة النصرة وأنها التيار الأقل تطورا، والمشكلة فقط في داعش حيث أشار كتاب تنظيم القاعدة ومشروع الدولة الإسلامية بمبدأ الولاء والبراء إلى أمر مهم هل الخلاف بين داعش والقاعدة خلاف أيديولوجي أم خلاف زعامات، والواقع ينص على أنه خلاف زعامات لا خلاف عقائدي فهم يتشابهون في الأنماط والسلوك والتكفير والغلو والتطرف وقتل الناس بغير حق، والجهل نتيجة الحطب من الشباب الذين انضموا تحت هذين التيارين واستخدموهم كوقود في الحرب السورية، وممارسة داعش في العراق هي نفسها في سوريا فالتنظيم ذاق لذة السيطرة والحكم”.

وخلال الندوة، روى حجاج العجمي تفاصيل تجربة سفره إلى سوريا لتقديم المساعدة في عام 2011 والتي أدرج على أثرها على قوائم الإرهاب في 2014، قائلاً: “العاطفة تجاه إخواني المسلمين هي التي دفعتني للقيام بواجبي نحوهم ونصرتهم، وهو الدافع الأساسي الذي من أجله سافرت لمساعدة الشعب السوري في محنته”.

العاطفة تجاه ما يحدث في سوريا تغلبت على العقل

وأضاف: “العاطفة تجاه ما يحدث في سوريا تغلبت على العقل، فقد تعاطفت مع المشاهد التي انتشرت على وسائل التواصل، ومن منطلق نصرة الأخ المسلم توجهت للمساعدة الإنسانية لا للأعمال الإرهابية والتخريبية التي هي بالأساس مرفوضة جملة وتفصيلاً”.

وتابع: “واجهت العديد من المخاطر والصعوبات خلال فترة تواجدي في سوريا، وتحديداً بعد دخول المنظمات الإرهابية المعروفة”، مستدركا: “لم يكن لدي دراية بأبعاد إدراج اسمي على قوائم الإرهاب، ولكن بعد ذلك علمت أنني مُنعت من السفر وفتح الحسابات البنكية ووقف جميع المعاملات الحياتية العادية باستثناء الإجراءات المتعلقة بالصحة فقط، فقد أصبحت مجرداً من جميع الحقوق، وحينها أدركت ثقل القرارات التي طبقت عليّ من جراء إدراج اسمي على قوائم الإرهاب”.

اتخاذ التدابير الاحترازية المفروضة

وأشار إلى أن القرارات الصادرة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة باتخاذ التدابير الاحترازية المفروضة، والتي نصت على تجميد الأصول والأموال وحظر السفر للمدرجة أسماؤهم ضمن قوائم الإرهاب تسببت بمعاناة لكثير من الأشخاص ولذويهم.

وتابع العجمي: “بعد عودتي إلى الكويت وعقب سنوات من قرارات مجلس الأمن ذهبت إلى وزارة الخارجية لطلب المساعدة ورفع اسمي من هذه القوائم، فأنا لم أشارك في أي عمل خارجي إرهابي، ووجدت الدعم الكامل لقضيتنا، وتم تشكيل لجنة تأهيل المدرجين في عام 2019 وتم إعداد برنامج تأهيلي لنا برئاسة وزارة الخارجية، وعضوية وزارات الصحة والداخلية والأوقاف إضافة إلى جامعة الكويت والنيابة العامة، وقد استفدت كثيراً من هذا البرنامج الذي يساعد الكويت في رفع أسماء مواطنيها من القائمة الدولية للإرهاب”.

واستطرد بالقول: “ما يخدمنا في قضيتنا خلو صفحتنا الجنائية من أي إدانة، وهو ما يعطي دعماً كبيراً لوزارة الخارجية بالتأكيد على سلامة موقفنا في الملف المرسل إلى مجلس الأمن، متمنيا أن تتحقق مساعي وزارة الخارجية في رفع اسمي من قائمة الإرهاب من أجل العيش بالحياة الطبيعية”.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *