هو أبو عبد شمس الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي، المخزومي، الملقب بالوحيد و العدل، و ابن صخرة نسبة إلى أمه صخرة بنت الحارث ابن عبد الله.
هو والد خالد بن الوليد و عم أبي جهل.
كان من سادات و زعماء و أجواد قريش، و أحد حكماء و قضاة و زنادقة العرب المشهورين، و من دهاتهم و شجعانهم.
كان حدادا وثنيا ملحدا كافرا، اجتمعت فيه جميع خصال الرذالة و الحقارة بالإضافة إلى كونه ابن زنى، حيث ادعاه أبوه بعد أن بلغ ثماني عشرة سنة.
عرف بين قومه بالثراء و كثرة الأموال، و كان له عشرة من البنين، و كان يخاطبهم و أقرباءه قائلا لهم: من أسلم منكم منعته رغدي.
و كان له بستان بالطائف لا ينقطع ثماره صيفا و شتاء.
كان لسوء حظه من أشد أعداء النبي صلى الله عليه و آله و المسلمين، و أكثر الناس إيذاء للنبي صلى الله عليه و آله و متهما إياه بالسحر.
و يقال: كان من الذين حرموا الخمرة في الجاهلية.
كان أول من صعد على الكعبة لهدمها عند ما مررت قريش هدمها و بناءها.
و في أحد الأيام جاء إلى النبي صلى الله عليه و آله و قال له: لو كانت النبوة حقا لكنت أولى بها منك؛ لأنني أكبر منك سنا، و أكثر منك مالا. و لم يزل معاندا للنبي صلى الله عليه و آله و لشريعته حتى مات كافرا، و قيل: قتله حراب بن عامر بعد الهجرة المحمدية بثلاثة أشهر، و هو ابن 95 سنة، و دفن بالحجون بمكة.
القرآن العظيم و الوليد بن المغيرة:
[نزلت فيه آیات کثیرة و شملته آیات اخری، منها] قوله تعالی:« ذرني و من خلقت وحيدا…سأصليه سقر»[1] .
و في أحد الأيام اجتمع المترجم له و جماعة من المشركين عند النبي صلى الله عليه و آله و أخذوا يستمعون إليه و هو يقرأ القرآن، فقالوا للنضر بن الحارث: يا أبا قتيلة ما يقول محمد صلى الله عليه و آله؟ فقال: و الذي جعلها بينه ما أدري ما يقول، إلا أني أرى يحرك شفتيه و يتكلم بشي ء، و ما يقول إلا أساطير الأولين، فنزلت «و منهم من يستمع إليك و جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه …»[2] .
أنه قال: أنا أحق من محمد صلى الله عليه و آله؛ لأني أكبر سنا منه، و أموالي و ثروتي أكثر منه فنزلت فيه: «و إذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله …»[3] .
قال المترجم له و أربعة من مشركي مكة للنبي صلى الله عليه و آله: ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات و العزى، فنزلت فيه: «و إذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله …»[4] .
و نزلت فيه و في جماعة من المستهزئين بالنبي صلى الله عليه و آله :«فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين. إنا كفيناك المستهزئين»[5] .
و نزلت فيه و في عمرو بن عمر الثقفي الآية 31 من سورة الزخرف: «و قالوا لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم»