حول العالم

استمرار البطاقات البريدية رغم البدائل الرقمية  



مازالت البطاقات البريدية بصورها البراقة وكلماتها التي كتبت على عجالة، مألوفة على نطاق واسع اليوم، حتى في زمن تطبيقات الرسائل وصور السيلفي التي يتم رفعها على إنستجرام.

ومازال الأشخاص يرسلون البطاقات البريدية في الأوقات الرقمية هذه، ليس من مقاصد العطلات فحسب ولكن أيضا للاحتفال بمناسبات سعيدة مثل أعياد الميلاد أو الكريسماس.

البطاقات البريدية هي من بنات أفكار الخبير الاقتصادي النمساوي إيمانويل هيرمان الذي اقترح “بطاقة المراسلات” كبديل قصير وعملي للخطابات في 1869.

وجرى اللجوء لهذ البطاقات على نطاق أوسع بعد عام خلال الحرب الفرنسية البروسية من 1870 إلى 1871، ويقول فولفجانج كاشوبا، وهو عالم ثقافي: “لقد كانت علامة على الحياة يرسلها الجنود إلى ديارهم وكانت توفرها الدولة”.  

وكانت البطاقات البريدية الأولى مختلفة تماماً عن اليوم. إنها لم تكن مطبوعة وكانت مؤلفة بالكاد من ورق سميك أو ورق مقوى، ولم تظهر فكرة الطباعة على جانب بالألوان إلا بعد نحو عشر سنوات لاحقة في ظل تقنيات الطباعة التي ظهرت للنور.

وكان التصوير الفوتوغرافي راسخاً بالفعل وبمجرد مواءمته مع البطاقات البريدية، أصبحت الأخيرة توفر نافذة على المقاصد لا يحلم مستقبلها سوى بزيارتها.

وأظهرت الصيغة المصغرة مناظر طبيعية وهندسة معمارية وأعمالاً فنية لم يرها الكثيرون ممن هم في الديار من قبل.

وحازت البطاقات البريدية على شعبية لصيغتها المقتضبة وكذلك الصور التي تقدمها، ولبت أيضاً حاجةً كوسيلة للتواصل خلال الحربين الأولى والثانية. 

ولم تكن هذه البطاقات محايدة دائماً، “فالاشتراكيون القوميون استخدموا البطاقات البريدية لنشر دعايتهم”.

 وفيما بعد حينما ترسخت حمى السفر خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، أصبحت البطاقات البريدية إحدى أشهر وسائل الاتصال الجماهيري في العالم.  

كان هذا قبل حلول مواقع التواصل الاجتماعي. أرسلت خدمة البريد الألمانية “دويتشه بوست” 147 مليون بطاقة بريدية في 2018، بتراجع من 210 مليون في عام 2007 ، ويقول أليكسندر إدنهوفر وهو متحدث باسم خدمة البريد الألماني: “تسبب واتس آب وفيسبوك وغيرهما من التطبيقات في تراجع مطرد في البطاقات البريدية”.

إلا أن جاذبيتها لم تتغير، “فيمكن العثور على ثلاث جمل وبساطة لغوية في البريد”، بحسب كاشوبا.

وتحصل البطاقات البريدية الآن على تغيير رقمي ويمكن للمرسلين ابتكار بطاقاتهم البريدية بفضل خدمات مثل “ماي بوست كارد” و”فيزر” اللذين يقدمان قوالب تصميم من خلال تطبيق عبر الهاتف الذكي.

ويقول أوليفر كراي مؤسس “ماي بوست كارد”: “البطاقات البريدية المصممة بشكل فردي باستخدام الصور الشخصية للمُرسل تحل محل البطاقات البريدية الكلاسيكية بازدياد”.

ويضيف أن هذا يمتد إلى البطاقات البريدية التي تتحدث عن جائحة فيروس كورونا، حيث أن 80% من البطاقات البريدية المرسلة منذ التفشي حملت رسائل تضامن وتشجيع وتعاطف.



مصدر الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى