شروحات تقنية

تعلم كيف تحصل على هذه الأداة الفعالة


هل سمعت من قبل بما نسميه باللغة الانجليزية Teleprompter أو شاشة التلقين ؟ قد يبدو هذا الاسم بهذا الأسلوب غريباً بعض الشيء، ولا يقدم لك فكرة واضحة بالفعل عما يعنيه من الناحية العملية، وربما قد تعتقد أنك لا تعرف ما تعنيه هذه الأداة أو الآلة.

لكن في الحقيقة إنتشار هذه الأداة شائع جداً في البرامج التلفزيونية وحتى ربما مررت بها أو شاهدت أحد المقدمين يقفون أمامها لقراءة النص أثناء التصوير.

بالنسبة لمَن يعمل في مجال إنشاء الفيديوهات، يعتبر استخدام شاشة التلقين هذه من أحد الأدوات المساعدة كثيراً. وتم كتابة هذا المقال في الحقيقة من أجل ذلك لتتعرف أكثر على هذا الـ teleprompter وكيف يمكن أن تستخدمه من دون صرف الكثير من المال..

ماذا يعني شاشة التلقين أو Teleprompter ؟

هو نوع من شاشات العرض الخاصة، والتي يمكن أن يكون مقترناً بكاميرا أو لا. يساعد الناس على تسجيل الفيديوهات، تحديداً يساعد الشخص الذي يظهر أمام الكاميرا على قراءة النص أو السيناريو ، في المحصلة من شبه المستحيل أن يتمكن المرء من حفظ كامل السيناريو عن ظهر قلب من دون قراءة المكتوب مثلاً.

خصوصاً ينطبق هذا الكلام على المحتويات والحوارات الأطول أو لتسجيل نص تمت كتابته منذ وقت قصير جداً وفي آخر لحظة.

بهذا السياق، تعمل شاشة التلقين على عرض العبارات في النص على مراحل بحيث تظهر للشخص ويمكنه بذلك القراءة من دون ضرورة حفظ السيناريو أو النص غيباً.

كيف تعمل شاشة التلقين من الناحية العملية ؟ 

ربما تتساءل كيف تعمل هذه التقنية من الناحية العملية؟

إن النماذج الأقدم لشاشات التلقين كانت تستخدم تقنية عارضة، وهي تقنية يمكن العثور عليها في بعض الأدوات والمعدات الحالية. من خلالها، يتم كتابة الصورة بشكل مقلوب، وعلى هذا عندما تنعكس على شاشة التلقين تخرج بالصورة الصحيحة والمنطقية للقراءة.

يبدو الحديث بهذا الأسلوب عبارة عن تكنولوجيا والكثير من المعلومات التقنية، والنتيجة التي نحصل عليها هي عرض للنص الذي يساعد على القراءة السريعة والديناميكية للمحاضرين.

هناك شخص مهم جداً يجب أن يكون موجوداً في التسجيل أو جلسة التصوير، وهو الشخص الفني المسؤول عن الـ teleprompter أو الشاشة. هو الشخص المسؤول عن قيادة وتوجيه الأوامر في النص وكل ما يحدث عبر الشاشة.

في عالمنا اليوم، ومع تقدم التكنولوجيا، لقد تغيرت شاشات العرض بعض الشيء، لا يمكننا اعتبارها بعد الآن تلك الأداة الضخمة التي ترتبط بالكاميرات…

حالياً لهذه الشاشات شكل صفيحة مربعة الشكل أو حجم نمرة السيارة معلقة على حامل ثلاثي الأرجل. وإذا تم النظر إليها من الخلف، فإنها لا تكشف المحتوى من تلك الجهة.

وهذا يجعل المظهر العام يبدو أكثر احترافية ولا يسرّب ما يتحدث عنه الشخص المقدم للبرنامج من الجهة المقابلة.

نصائح مفيدة لاستخدام جهاز التلقين أو الـ teleprompter

إذا لم تتعامل من قبل مع هذا النوع من الأجهزة، قد تشعر ببعض الخوف في أول الأمر، خصوصاً أنك تتحدث أمام الكاميرا وأنت تقرأ في الوقت نفسه. لكن مع وجود بعض النصائح التي سوف نقدمها اليوم، سيصبح الأمر أسهل عليك مما تعتقد.

1- تعمق جيداً في الموضوع قبل الحديث عنه

إليك نصيحة جيدة جداً كي لا تفقد تركيزك أثناء الحديث عن الموضوع، أو لتتجنب الشعور بالضياع، من الضروري أن يكون لديك العلم والمعرفة المسبقة بالموضوع الذي يجري الحديث عنه، والذي تقرأه من على شاشة التلقين.

حاول مراجعة النص وتصفحه بالعيون قبل تصوير الفيديو.

بالنسبة لمَن يعمل بصورة مستقلة في مجال إنتاج الفيديوهات، يعتبر الاستعداد جيداً وقراءة النص قبل التصوير أمراً أساسياً وجوهرياً لتتمكن من تقديم النص كما يجب.

2- اكتب النص باللغة المحكية أو اللغة المتداولة بين جمهورك الهدف

اعتمد دوماً وقدر الإمكان على لغة سهلة الاستخدام، لغة سلسة ومفهومة من قبل الجميع. إذا كنت تستخدم لغة تختلف كثيراً عن تلك التي تستعملها خارج الكاميرات، قد تتعرض لمخاطر الشعور بالضياع أو ارتكاب الأخطاء أثناء القراءة، فضلاً عن الصعوبة التي سوف يواجهها الجمهور في فهم ما تقول.

والنتيجة يمكن أن تقودك إلى عدم تفاعل الناس والمشاهدين مع ما تقوله… وأنت بالتأكيد لا تريد لذلك أن يحدث، لهذا السبب، أدرس المحتوى والمضمون جيداً قبل جلسة التسجيل، وأدرس كيف يمكن للجمهور أن يتعامل مع ما تقدمه لهم والأسلوب الذي سيتواصل به معك.

3- حاول أن تقدم نصاً نظيفاً وبالمختصر المفيد

راجع النص على شاشة التلقين قبل أن تبدأ التصوير، وتأكد من أنه متناسق ومتناغم بصورة عامة.

بالإضافة لذلك، تجنب كمية المعلومات الزائدة غير الضرورية وكن هادفاً. بما أن حجم النص الذي تعرضه الشاشة محدود، فلكي تحظى بأفضل تجربة وتقدم أفضل تجربة للمشاهدين أيضاً، حاول تقديم نص مختصر جيداً.

4- اهتم بمظهرك وطلتك أمام الكاميرا

من المهم أن تحاول مخاطبة المشاهد من خلال ما تنقله له من معلومات وتفاصيل عن الموضوع. حاول أن تنتبه إلى تفاصيل اليدين وحركتك، وقفتك أمام الكاميرا، بعدك عنها، وكيفية تفاعلك مع الكاميرا. 

هذه التفاصيل مهمة جداً لأنه من المحتمل أن تؤثر على تركيز المشاهدين وقد تكون سبباً في عدم تركيزهم على الموضوع إذا لم تنتبه إلى الأسلوب الذي تقدم به.

لدينا مقال مهم  يتحدث عن مجموعة من النصائح الرائعة والذكية لتحسن من وقفتك أمام الكاميرات، انقر هنا.

لا ينفع أبداً أن تعرض أمام الجمهور مهاراتك و سرعتك في القراءة وتقرأ على عجل، للحصول على نتائج أفضل مما تصوّره، مما لا بد منه أن تتحدث بالإيقاع الطبيعي الذي يعتبر جمهورك معتاداً عليه، والمثالي أن تتحدث مع وقفات معينة في نهاية كل مقطع أو جملة مكتملة المعنى.

حاول أيضاً منح بعض التعبيرات المميزة لبعض التفاصيل أو الجمل المفيدة أو المميزة، عندها تجد أنك تستمتع أكثر بهذا التسجيل ويجعل المشاهدين يتفاعلون معك أكثر.

6- حاول التعاقد مع شخص يهتم بشاشة التلقين

إذا كنت تعمل في مجال تصوير الفيديوهات بشكل تلقائي ومستقل، ولديك الإمكانية للتعاقد مع شخص يكون مسؤولاً عن شاشة التلقين ويهتم بسير النص، لا تتردد أبداً في ذلك.

فضلاً عن أن مثل هذه الاستراتيجية تساعد على سير العملية كما يجب، أيضاً سيكون ذلك مفيداً لك باعتبار أنه سيتوفر لديك المزيد من الوقت لتهتم بالمزيد من الأمور والتفاصيل.

بهذا يمكنك على سبيل المثال أن تهتم بالتركيز على المحتوى، وعلى طريقة سير الفيديو بسلاسة وتفاعل وفن، ولا تهتم كثيراً بأمور وتفاصيل قد تجعلك تفقد تركيزك على بعض الأمور.

7- لا تجعل حجم النص كبيراً جداً

كما شرحنا من قبل، حاول أن تستخدم أحرف كبيرة، لكن إذا بالغت في حجم الخط، فهذا يجعل بعض التفاصيل أو أطراف النص تخرج من الإطار الأقصى الذي يمكن أن تقدمه لك شاشة التلقين ، وقد يؤثر على ما تقوله.

لهذا السبب، حاول الاعتماد على نصوص ذات حجم معقول، ولا تقلق، لأنه إذا وضعت حجماً صغيراً للخط لن يؤثر ذلك على إمكانية قراءتك للنص، باعتبار أن الـ teleprompter سيكون قريباً جداً من الكاميرا فلن يكون عائقاً في القراءة.

8- حاول القيام ببعض الاختبارات قبل التسجيل

إليك نصيحة جيدة ومفيدة، لكي تتأكد من المظهر الذي سيبدو عليه هذا الأمر، مما لا بد منه أن تقوم ببعض المحاولات والتجارب والاختبارات. بالقيام بذلك، تتأكد بالفعل من أنك لن تشعر بالضياع ولن تتعرض لبعض المفاجآت أثناء التسجيل.

وليس هذا فقط، بل أيضاً حاول التحقق من سلامة عمل المعدات والأدوات بشكل مسبق، بهذا تتمكن من إجراء بعض التصحيحات السريعة أو بعض التعديلات المعينة التي قد تراها ضرورية أثناء رواية النص.

كيف تحصل على شاشة تلقين بسعر معقول؟ 

لمن يعمل في مجال التصوير بصورة مستقلة، مما لا بد له أن يشتري شاشة تلقين، الأمر الذي قد لا يكون ممكناً للجميع، فبعض الأحيان يمكن لمثل هذه الأجهزة أن يصل لمبلغ 200 أو 300 دولار أمريكي.

لكن لحسن الحظ، بالاعتماد على مساعدة جهاز لوحي، جهاز حاسوب أو سمارت فون، يمكن أن يكون لديك شاشة التلقين الخاصة بك، والأنباء السارة هي أنك لا تحتاج إلى دفع أي شيء إذا أردت.

توجد بعض التطبيقات التي يمكنك تنصيبها على هاتفك أو جهازك المحمول:

1- تطبيق Teleprompter Pro LITE‏

هذا التطبيق متوفر ومتاح مجاناً على أندرويد وكذلك على iOS.  يعتبر من الخيارات الجيدة جداً لمَن يبحث عن شاشة تلقين من أجل تسجيلاته.

من خلال هذا التطبيق، يمكنك التحكم بسرعة النص، إجراء تعديلات وحفظ النصوص التي سيتم استعمالها في المحتوى الذي يجري تصويره.

مصدر الفيديو: يوتيوب

2- تطبيق Simple Teleprompter

هذا التطبيق، وكما يوحي الاسم ذاته، يعتبر من أكثر الأجهزة بساطة في الاستخدام.

من خلال استعماله يمكنك تعديل النصوص، السيطرة والتحكم بسرعة النص، وكذلك إنشاء مجلدات تتضمن عمليات الإنتاج.

يعتبر تطبيقاً مجانياً ومتوفراً فقط على أندرويد.

شاهد الفيديو

مصدر الفيديو: يوتيوب

3- تطبيق Prompster

من التطبيقات شائعة الاستخدام أيضاً، يساعدك على إعداد النصوص ويمكن أن يُستخدم كشاشة تلقين أيضاً.

لكن في الحقيقة استخدام هذا التطبيق ليس مجانياً، بل يكلف USD 9,99 و متوفر فقط باللغة الانجليزية وعلى أجهزة iOS.

teleprompter - prompster

شاهد الفيديو:

 

مصدر الفيديو: يوتيوب

4- تطبيق mPrompt

من التطبيقات المستخدمة من أجل شاشات التلقين أيضاً، استعماله بسيط أيضاً، لكنه يتضمن جميع المزايا والوظائف التي تحتاج لها شاشة التلقين. وهو تطبيق مأجور، يكلف USD 9,99 أيضاً، متوفر فقط باللغة الانجليزية ومتوفر على أجهزة الـ iOS.

teleprompter - mPrompt

خاتمة

كما رأيت في هذا المقال، من السهل جداً أن تحصل على شاشة التلقين من خلال الاعتماد على أحد الأجهزة المحمولة التي لديك في المنزل. لا داعٍ لبذل وإنفاق المبالغ الضخمة لتتمكن من إنتاج المحتويات التي تتمتع بالجودة والنوعية العالية.

وهي أداة مهمة جداً لك إذا كان عملك التجاري أو الترويجي يعتمد على إعداد الفيديوهات الرائعة والتسويقية.

ما رأيك؟ شاركنا برأيك أو تساؤلاتك عبر مساحة التعليقات أسفل المقال لنتعلم معاً ونتحاور معاً.

في الختام، نترك لك مقالاً يتحدث عن أهمية الفيديو التسويقي في العمل التجاري.

كل التوفيق وإلى اللقاء في منشور آخر وتدوينة أخرى

والسلام عليكم





المرجع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى