حول العالم

سوزانا..شخصية خيالية خارقة تعلم المكسيكيين التعايش مع كورونا



منذ بداية أزمة كورونا، اعتمدت المكسيك على شخصية كرتونية، تمثل بطلة خارقة تدعى سوزانا ديستانسيا، ابتكرتها الحكومة المكسيكية كي تستخدمها في توعية الشعب بالإجراءات التي يجب اتباعها لتجنب العدوى بالفيروس التاجي، نظراً لصعوبة فرض تدابير الإبعاد الاجتماعي بشكل قسري في بلد يعاني أكثر من 50 مليون مواطن من سكانه حالة من الفقر.

وشخصية سوزانا ديستانسيا ابتكرها طبيب يدعى ريكاردو كورتيس، وكلمة ديستانسيا باللغة العربية تعني “مسافة”، في تأكيد على أن الهدف من الشخصية الكرتونية هو الإشارة إلى ضرورة قيام كل شخص بالحفاظ على مسافة كافية بينه وبين المحيطين به.

ويقول الدكتور كورتيس إن هدفه من ابتكار الشخصية يتلخص في “أن يفهم الناس ما يستوجب نقله أحيانا عملاً” كثيراً من حيث كيفية التعامل مع وضع صعب مثل مواجهة الوباء الذي يضرب العالم في الوقت الحالي.

ويوضح كورتيس، ويعمل رئيساً للإدارة العامة لتنمية الصحة بالمكسيك، أنه طرح الفكرة في البداية بالتعاون مع أحد الزملاء على فريق التصميم، مستلهماً أسم الشخصية من أسم الخطة نفسها التي تبنتها الحكومة لمواجهة الفيروس وهو “اليوم الوطني للمسافة الآمنة”.

وتظهر الشخصية الكرتونية، والتي من المفترض أنها تتعايش مع ما يزيد على 20 ألف مصاب بالمكسيك حتى الآن، حيث بلغت الوفيات نحو 2000 حالة، تظهر برداء باللونين الوردي والأزرق وبأذرع ممدة في اتجاهين مختلفين للحفاظ على المسافة الآمنة مع المحيطين.

ويبدو أن شخصية سوزانا ديستانسيا وجدت طريقها بسرعة في الشبكات الاجتماعية، حيث تم استقبالها بحماس ملحوظ تراوح بين الإعجاب والسخرية، ولكن الأهم أنها تمكنت من لفت نظر ما يزيد عن الـ50 ألف متابع على تويتر خلال نحو شهر فقط.

وحول هذا الانتشار السريع يقول مبتكر الشخصة إن “الناس بدأت (في استقبال المسألة) بنكات وفكاهة من الثقافة المكسيكية.. فكاهة جيدة وأخرى ساخرة”.

ويضيف أنه بعيداً عن الفكاهة، فان المكسيكيين يطبقون نصائح سوزانا ديستانسيا في تحركاتهم، حتى أنه يشير إلى إحصائية لغوغل تقول بأن بين 50 إلى 70% من متابعي الشخصية يتجنبون الآن أماكن الترفية والتجمعات من تلقاء أنفسهم.

كما يؤكد من جانب آخر أن شخصية سوزانا ديستانسيا لها قوة تأثير في مسألة تمكين المرأة، في بلد ما زال يعاني بشكل كبير من الفكر الذكوري.

ووفقاً لبيانات رسمية، سجلت المكسيك أكثر من ألف جريمة قتل على أساس الجنس خلال عام 2019، كما أن هناك عشرة نساء من بين ضحايا جرائم القتل بصفة عامة في المكسيك كل يوم.

ولكن دور سوزانا ديستانسيا لا ينتهي عند هذا الحد، وإنما “جاء ليبقى في عقول الصغار والكبار والمراهقين والبالغين”، فهي بذلك الدور يمكن أن تساعد كلما زادت الأمراض التي تؤذي الجهاز التنفسي، وربما تكون مفيدة في أمور أخرى لتقديم نصائح للمجتمع، في حالات مثل الطعام الصحي أو التوجيه في مسألة زيادة الوزن، وغيرها، على حد قول مبتكر الشخصية.



مصدر الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى