منوعات

تركي الفيصل: لا يمكن الوثوق في الإخوان المسلمين .. واغتيال الملك فيصل كان عملًا فرديًا

نقدم لكم في اشراق العالم التفاصيل عن تركي الفيصل: لا يمكن الوثوق في الإخوان المسلمين .. واغتيال الملك فيصل كان عملًا فرديًا

خلال استضافته في برنامج “الليوان” على روتانا خليجية

أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، أنه لا يمكن الوثوق في الإخوان المسلمين، مبينًا أنهم عملوا في المملكة ولكن ظلت بيعتهم للمرشد وليس لولي الأمر، وذكر أنه التقى ضمن لجنة بتكليف من خادم الحرمين بموفودين من الإخوان المسلمين في جدة قبيل الغزو العراقي للكويت، موضحًا أن الإخوان كانوا يساندون غزو العراق للكويت رغم ما قدمته الكويت لدعمهم حيث كانت من أكبر الداعمين لهم.

وحل تركي الفيصل ضيفًا على حلقة الليلة من برنامج “الليوان” على روتانا خليجية والذي يقدمه الإعلامي عبدالله المديفر، حيث وجه سموه الشكر لقادة هذه البلاد على ما قاموا ويقومون به في خدمة الله ثم خدمة هذا الوطن، كما وجه الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال على أعماله الخيرية التي غطت العالم الإسلامي بصفة عامة.

وأوضح سموه، أنه عندما عين رئيساً للاستخبارات كان العرف عدم الإعلان عن اسم مدير المخابرات، ولكن تم الإعلان عن تعييني في بيان رسمي وقتها صدر عن الديوان الملكي، وكان الأمر معلن حتى في الإعلام، مشيرًا إلى أنه سعي لوضع نظام للاستخبارات العامة، فعندما عين كان نظام الاستخبارات عبارة عن صفحة واحدة، وأكد أنه وبعد أستآذان ولاة الأمر تم وضع نظام للاستخبارات يضمن نظافة العمل ومنع استغلال النفوذ، مبينًا أنه حرص على لتحديد دور محدد للاستخبارات في التعامل مع المواطن السعودي، وأن يتم القبض على أي شخص من خلال وزارة الداخلية وليس الاستخبارات بشكل مباشر، وذكر أنه ألغي بطاقات منسوبي الاستخبارات حتى لا يستغلها البعض لأغراض شخصية.

وقال الأمير تركي الفيصل عبر وتانا خليجية: “نهج المملكة يتبع الشريعة الإسلامية، ولا يسمح نظام الاستخبارات وصلاحياتها باغتيال أي شخص في العالم، فقط دورها جلب المعلومات وتجنيد المصادر وتوصيلها للمسؤولين. والملك فيصل كان حريصًا على إقناع المعارضة السعودية المقيمة بالخارج بالعودة إلى بلدهم، وكان يقوم بهذا الدور وزارة الداخلية ومندوبين عن الملك والاستخبارات العامة، ونجحت هذه الجهود في عودة البعض للبلاد”.

ونفى سموه، الاتهام بأن تنظيم القاعدة الإرهابي صنيعة الاستخبارات السعودية والأمريكية في أفغانستان، مبينًا أن دور الاستخبارات في أفغانستان كان دعم جهود المجاهدين ضد الغزو السوفيتي ومنع امتداد هذا الغزو لباكستان، وتابع: “كان هناك تعاون سعودي أمريكي باكستاني للدعم ضد هذا الغزو، حيث تجمع الملايين من المجاهدين الأفغان في معسكرات للاجئين في باكستان، وقام المتطوعون أو المجاهدون العرب بتقديم خدمات للاجئين الأفغان، وزعماء القاعدة العرب تجمعوا مع الأفغان في بيشاور وكان ذلك بداية تنظيم القاعدة الإرهابي، ولا سيما مع اشتعال الحرب الأهلية في أفغانستان، ولم يكن للاستخبارات السعودية والأمريكية أي دور في ذلك نهائياً”.

وأضاف الفيصل: “لم يكن لي علاقة بأسامة بن لادن، ولكني التقيته في مناسبات دعت إليها السفارة السعودية في باكستان، ثم قابلته في جدة حيث كان يطلب دعم استخباراتي في اليمن الجنوبي ليعمل هو والمجاهدين العرب ضد النهج الشيوعي وقتها، وهو ما رفضته. وفي عام 1995م عرض الرئيس السوداني السابق عمر البشير تسليم بن لادن للمملكة بشرط عدم مقاضاته وتم رفض ذلك من الحكومة السعودية، وبعدها ذهبت بطلب من ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وقتها إلى الملا عمر في أفغانستان لطلب استلام بن لادن لمحاكمته في الرياض، ولم يتم الأمر”.

وذكر سمو أنه تم تأسيس نادي السفاري الاستخباراتي في ظل انحسار دور المخابرات الأمريكية في فترة السبعينات، مبينًا أنه تم التنسيق السعودي مع فرنسا وأوربا ومصر وعدد من الدول استخباراتيا للعمل ضد الشيوعية، وأوضح أنه كان يتم الاجتماع عند الحاجة فقط، حيث تدخل النادي لصد الهجمة الشيوعية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والعالم مثل الكونغو وجيبوتي والحبشة وغيرها، لافتًا إلى أن هذا النادي استمر عامين أو ثلاثة فقط.

وحول عمله كسفير للمملكة في الولايات المتحدة ثم تركه المنصب، قال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق: “عملت سفيرًا للمملكة في أمريكا لعام ونصف، وبذلت جهودا كبيرة، وزرت 39 ولاية، وهذا المجهود استنفذ كل طاقاتي، ولم أترك المنصب لأي خلاف في واشنطن أو الرياض. وأعتقد أن ألد عدو للمملكة في أمريكا هو اللوبي الصهيوني وهم منتشرون في كل بقعة بالولايات المتحدة. واستغرب مما يرون أنني أدعو إلى التطبيع، وكلامي كله منصب أن يجب تطبيق مبادرة العربية وهي مبادرة الملك عبدالله للحل الفلسطيني العادل، وهذا ما أقوله للإسرائيليين إعلاميًا وفي لقاءاتي بالشخصيات الإسرائيلية في المحافل الدولية، وكل من يدعي من الفلسطينين عدم وقوف المملكة مع القضية الفلسطينية ويتهجمون على المملكة هم موتورون”.

وزاد سموه: “لم أكن أتوقع سقوط شاه إيران بهذه السهولة، ولم نكن نعرف الخميني، ولكن المملكة كانت ترحب بالتعاون معه في البداية. وبيل كلينتون كان زميلي في الدراسة بجامعة جورج تاون في أمريكا، وتوطدت علاقتي به عندما أصبح رئيسًا للولايات المتحدة وكنت رئيسًا للاستخبارات. وبالنسبة للأميرة ريما بنت بندر سفيرة المملكة في الولايات المتحدة فهي خير من يمثل المملكة في هذا المنصب، رغم الصعوبات التي تواجهها الآن في خضم الأمور التي تحدث في أمريكا الولايات، وهي كفء وستقوم بالدور المناسب لها”.

واستذكر الأمير تركي الفيصل، والده الملك فيصل رحمه الله، وحياته ومآثره، وذكريات مشاركة الملك عبدالعزيز في تأسيس المملكة وتوحيدها وهو لا يزال صغيرًا، حيث كانت أول معركة شارك فيها الملك فيصل مع والده الملك عبدالعزيز كان عمره 11 سنة، مؤكدًا أنه وبعد شهرين من التحريات داخليًا وخارجيًا تم التوصل إلى أن اغتيال الملك فيصل كان عملًا فرديًا وليس لأي جهة أجنبية صلة بهذا الاغتيال.

تركي الفيصل: لا يمكن الوثوق في الإخوان المسلمين .. واغتيال الملك فيصل كان عملًا فرديًا


سبق

أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، أنه لا يمكن الوثوق في الإخوان المسلمين، مبينًا أنهم عملوا في المملكة ولكن ظلت بيعتهم للمرشد وليس لولي الأمر، وذكر أنه التقى ضمن لجنة بتكليف من خادم الحرمين بموفودين من الإخوان المسلمين في جدة قبيل الغزو العراقي للكويت، موضحًا أن الإخوان كانوا يساندون غزو العراق للكويت رغم ما قدمته الكويت لدعمهم حيث كانت من أكبر الداعمين لهم.

وحل تركي الفيصل ضيفًا على حلقة الليلة من برنامج “الليوان” على روتانا خليجية والذي يقدمه الإعلامي عبدالله المديفر، حيث وجه سموه الشكر لقادة هذه البلاد على ما قاموا ويقومون به في خدمة الله ثم خدمة هذا الوطن، كما وجه الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال على أعماله الخيرية التي غطت العالم الإسلامي بصفة عامة.

وأوضح سموه، أنه عندما عين رئيساً للاستخبارات كان العرف عدم الإعلان عن اسم مدير المخابرات، ولكن تم الإعلان عن تعييني في بيان رسمي وقتها صدر عن الديوان الملكي، وكان الأمر معلن حتى في الإعلام، مشيرًا إلى أنه سعي لوضع نظام للاستخبارات العامة، فعندما عين كان نظام الاستخبارات عبارة عن صفحة واحدة، وأكد أنه وبعد أستآذان ولاة الأمر تم وضع نظام للاستخبارات يضمن نظافة العمل ومنع استغلال النفوذ، مبينًا أنه حرص على لتحديد دور محدد للاستخبارات في التعامل مع المواطن السعودي، وأن يتم القبض على أي شخص من خلال وزارة الداخلية وليس الاستخبارات بشكل مباشر، وذكر أنه ألغي بطاقات منسوبي الاستخبارات حتى لا يستغلها البعض لأغراض شخصية.

وقال الأمير تركي الفيصل عبر وتانا خليجية: “نهج المملكة يتبع الشريعة الإسلامية، ولا يسمح نظام الاستخبارات وصلاحياتها باغتيال أي شخص في العالم، فقط دورها جلب المعلومات وتجنيد المصادر وتوصيلها للمسؤولين. والملك فيصل كان حريصًا على إقناع المعارضة السعودية المقيمة بالخارج بالعودة إلى بلدهم، وكان يقوم بهذا الدور وزارة الداخلية ومندوبين عن الملك والاستخبارات العامة، ونجحت هذه الجهود في عودة البعض للبلاد”.

ونفى سموه، الاتهام بأن تنظيم القاعدة الإرهابي صنيعة الاستخبارات السعودية والأمريكية في أفغانستان، مبينًا أن دور الاستخبارات في أفغانستان كان دعم جهود المجاهدين ضد الغزو السوفيتي ومنع امتداد هذا الغزو لباكستان، وتابع: “كان هناك تعاون سعودي أمريكي باكستاني للدعم ضد هذا الغزو، حيث تجمع الملايين من المجاهدين الأفغان في معسكرات للاجئين في باكستان، وقام المتطوعون أو المجاهدون العرب بتقديم خدمات للاجئين الأفغان، وزعماء القاعدة العرب تجمعوا مع الأفغان في بيشاور وكان ذلك بداية تنظيم القاعدة الإرهابي، ولا سيما مع اشتعال الحرب الأهلية في أفغانستان، ولم يكن للاستخبارات السعودية والأمريكية أي دور في ذلك نهائياً”.

وأضاف الفيصل: “لم يكن لي علاقة بأسامة بن لادن، ولكني التقيته في مناسبات دعت إليها السفارة السعودية في باكستان، ثم قابلته في جدة حيث كان يطلب دعم استخباراتي في اليمن الجنوبي ليعمل هو والمجاهدين العرب ضد النهج الشيوعي وقتها، وهو ما رفضته. وفي عام 1995م عرض الرئيس السوداني السابق عمر البشير تسليم بن لادن للمملكة بشرط عدم مقاضاته وتم رفض ذلك من الحكومة السعودية، وبعدها ذهبت بطلب من ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وقتها إلى الملا عمر في أفغانستان لطلب استلام بن لادن لمحاكمته في الرياض، ولم يتم الأمر”.

وذكر سمو أنه تم تأسيس نادي السفاري الاستخباراتي في ظل انحسار دور المخابرات الأمريكية في فترة السبعينات، مبينًا أنه تم التنسيق السعودي مع فرنسا وأوربا ومصر وعدد من الدول استخباراتيا للعمل ضد الشيوعية، وأوضح أنه كان يتم الاجتماع عند الحاجة فقط، حيث تدخل النادي لصد الهجمة الشيوعية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والعالم مثل الكونغو وجيبوتي والحبشة وغيرها، لافتًا إلى أن هذا النادي استمر عامين أو ثلاثة فقط.

وحول عمله كسفير للمملكة في الولايات المتحدة ثم تركه المنصب، قال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق: “عملت سفيرًا للمملكة في أمريكا لعام ونصف، وبذلت جهودا كبيرة، وزرت 39 ولاية، وهذا المجهود استنفذ كل طاقاتي، ولم أترك المنصب لأي خلاف في واشنطن أو الرياض. وأعتقد أن ألد عدو للمملكة في أمريكا هو اللوبي الصهيوني وهم منتشرون في كل بقعة بالولايات المتحدة. واستغرب مما يرون أنني أدعو إلى التطبيع، وكلامي كله منصب أن يجب تطبيق مبادرة العربية وهي مبادرة الملك عبدالله للحل الفلسطيني العادل، وهذا ما أقوله للإسرائيليين إعلاميًا وفي لقاءاتي بالشخصيات الإسرائيلية في المحافل الدولية، وكل من يدعي من الفلسطينين عدم وقوف المملكة مع القضية الفلسطينية ويتهجمون على المملكة هم موتورون”.

وزاد سموه: “لم أكن أتوقع سقوط شاه إيران بهذه السهولة، ولم نكن نعرف الخميني، ولكن المملكة كانت ترحب بالتعاون معه في البداية. وبيل كلينتون كان زميلي في الدراسة بجامعة جورج تاون في أمريكا، وتوطدت علاقتي به عندما أصبح رئيسًا للولايات المتحدة وكنت رئيسًا للاستخبارات. وبالنسبة للأميرة ريما بنت بندر سفيرة المملكة في الولايات المتحدة فهي خير من يمثل المملكة في هذا المنصب، رغم الصعوبات التي تواجهها الآن في خضم الأمور التي تحدث في أمريكا الولايات، وهي كفء وستقوم بالدور المناسب لها”.

واستذكر الأمير تركي الفيصل، والده الملك فيصل رحمه الله، وحياته ومآثره، وذكريات مشاركة الملك عبدالعزيز في تأسيس المملكة وتوحيدها وهو لا يزال صغيرًا، حيث كانت أول معركة شارك فيها الملك فيصل مع والده الملك عبدالعزيز كان عمره 11 سنة، مؤكدًا أنه وبعد شهرين من التحريات داخليًا وخارجيًا تم التوصل إلى أن اغتيال الملك فيصل كان عملًا فرديًا وليس لأي جهة أجنبية صلة بهذا الاغتيال.

28 إبريل 2020 – 5 رمضان 1441

02:57 AM


خلال استضافته في برنامج “الليوان” على روتانا خليجية

أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، أنه لا يمكن الوثوق في الإخوان المسلمين، مبينًا أنهم عملوا في المملكة ولكن ظلت بيعتهم للمرشد وليس لولي الأمر، وذكر أنه التقى ضمن لجنة بتكليف من خادم الحرمين بموفودين من الإخوان المسلمين في جدة قبيل الغزو العراقي للكويت، موضحًا أن الإخوان كانوا يساندون غزو العراق للكويت رغم ما قدمته الكويت لدعمهم حيث كانت من أكبر الداعمين لهم.

وحل تركي الفيصل ضيفًا على حلقة الليلة من برنامج “الليوان” على روتانا خليجية والذي يقدمه الإعلامي عبدالله المديفر، حيث وجه سموه الشكر لقادة هذه البلاد على ما قاموا ويقومون به في خدمة الله ثم خدمة هذا الوطن، كما وجه الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال على أعماله الخيرية التي غطت العالم الإسلامي بصفة عامة.

وأوضح سموه، أنه عندما عين رئيساً للاستخبارات كان العرف عدم الإعلان عن اسم مدير المخابرات، ولكن تم الإعلان عن تعييني في بيان رسمي وقتها صدر عن الديوان الملكي، وكان الأمر معلن حتى في الإعلام، مشيرًا إلى أنه سعي لوضع نظام للاستخبارات العامة، فعندما عين كان نظام الاستخبارات عبارة عن صفحة واحدة، وأكد أنه وبعد أستآذان ولاة الأمر تم وضع نظام للاستخبارات يضمن نظافة العمل ومنع استغلال النفوذ، مبينًا أنه حرص على لتحديد دور محدد للاستخبارات في التعامل مع المواطن السعودي، وأن يتم القبض على أي شخص من خلال وزارة الداخلية وليس الاستخبارات بشكل مباشر، وذكر أنه ألغي بطاقات منسوبي الاستخبارات حتى لا يستغلها البعض لأغراض شخصية.

وقال الأمير تركي الفيصل عبر وتانا خليجية: “نهج المملكة يتبع الشريعة الإسلامية، ولا يسمح نظام الاستخبارات وصلاحياتها باغتيال أي شخص في العالم، فقط دورها جلب المعلومات وتجنيد المصادر وتوصيلها للمسؤولين. والملك فيصل كان حريصًا على إقناع المعارضة السعودية المقيمة بالخارج بالعودة إلى بلدهم، وكان يقوم بهذا الدور وزارة الداخلية ومندوبين عن الملك والاستخبارات العامة، ونجحت هذه الجهود في عودة البعض للبلاد”.

ونفى سموه، الاتهام بأن تنظيم القاعدة الإرهابي صنيعة الاستخبارات السعودية والأمريكية في أفغانستان، مبينًا أن دور الاستخبارات في أفغانستان كان دعم جهود المجاهدين ضد الغزو السوفيتي ومنع امتداد هذا الغزو لباكستان، وتابع: “كان هناك تعاون سعودي أمريكي باكستاني للدعم ضد هذا الغزو، حيث تجمع الملايين من المجاهدين الأفغان في معسكرات للاجئين في باكستان، وقام المتطوعون أو المجاهدون العرب بتقديم خدمات للاجئين الأفغان، وزعماء القاعدة العرب تجمعوا مع الأفغان في بيشاور وكان ذلك بداية تنظيم القاعدة الإرهابي، ولا سيما مع اشتعال الحرب الأهلية في أفغانستان، ولم يكن للاستخبارات السعودية والأمريكية أي دور في ذلك نهائياً”.

وأضاف الفيصل: “لم يكن لي علاقة بأسامة بن لادن، ولكني التقيته في مناسبات دعت إليها السفارة السعودية في باكستان، ثم قابلته في جدة حيث كان يطلب دعم استخباراتي في اليمن الجنوبي ليعمل هو والمجاهدين العرب ضد النهج الشيوعي وقتها، وهو ما رفضته. وفي عام 1995م عرض الرئيس السوداني السابق عمر البشير تسليم بن لادن للمملكة بشرط عدم مقاضاته وتم رفض ذلك من الحكومة السعودية، وبعدها ذهبت بطلب من ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وقتها إلى الملا عمر في أفغانستان لطلب استلام بن لادن لمحاكمته في الرياض، ولم يتم الأمر”.

وذكر سمو أنه تم تأسيس نادي السفاري الاستخباراتي في ظل انحسار دور المخابرات الأمريكية في فترة السبعينات، مبينًا أنه تم التنسيق السعودي مع فرنسا وأوربا ومصر وعدد من الدول استخباراتيا للعمل ضد الشيوعية، وأوضح أنه كان يتم الاجتماع عند الحاجة فقط، حيث تدخل النادي لصد الهجمة الشيوعية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والعالم مثل الكونغو وجيبوتي والحبشة وغيرها، لافتًا إلى أن هذا النادي استمر عامين أو ثلاثة فقط.

وحول عمله كسفير للمملكة في الولايات المتحدة ثم تركه المنصب، قال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق: “عملت سفيرًا للمملكة في أمريكا لعام ونصف، وبذلت جهودا كبيرة، وزرت 39 ولاية، وهذا المجهود استنفذ كل طاقاتي، ولم أترك المنصب لأي خلاف في واشنطن أو الرياض. وأعتقد أن ألد عدو للمملكة في أمريكا هو اللوبي الصهيوني وهم منتشرون في كل بقعة بالولايات المتحدة. واستغرب مما يرون أنني أدعو إلى التطبيع، وكلامي كله منصب أن يجب تطبيق مبادرة العربية وهي مبادرة الملك عبدالله للحل الفلسطيني العادل، وهذا ما أقوله للإسرائيليين إعلاميًا وفي لقاءاتي بالشخصيات الإسرائيلية في المحافل الدولية، وكل من يدعي من الفلسطينين عدم وقوف المملكة مع القضية الفلسطينية ويتهجمون على المملكة هم موتورون”.

وزاد سموه: “لم أكن أتوقع سقوط شاه إيران بهذه السهولة، ولم نكن نعرف الخميني، ولكن المملكة كانت ترحب بالتعاون معه في البداية. وبيل كلينتون كان زميلي في الدراسة بجامعة جورج تاون في أمريكا، وتوطدت علاقتي به عندما أصبح رئيسًا للولايات المتحدة وكنت رئيسًا للاستخبارات. وبالنسبة للأميرة ريما بنت بندر سفيرة المملكة في الولايات المتحدة فهي خير من يمثل المملكة في هذا المنصب، رغم الصعوبات التي تواجهها الآن في خضم الأمور التي تحدث في أمريكا الولايات، وهي كفء وستقوم بالدور المناسب لها”.

واستذكر الأمير تركي الفيصل، والده الملك فيصل رحمه الله، وحياته ومآثره، وذكريات مشاركة الملك عبدالعزيز في تأسيس المملكة وتوحيدها وهو لا يزال صغيرًا، حيث كانت أول معركة شارك فيها الملك فيصل مع والده الملك عبدالعزيز كان عمره 11 سنة، مؤكدًا أنه وبعد شهرين من التحريات داخليًا وخارجيًا تم التوصل إلى أن اغتيال الملك فيصل كان عملًا فرديًا وليس لأي جهة أجنبية صلة بهذا الاغتيال.



المصدر: صحيفة المرصد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى