شروحات تقنية

تعرف على خصوصيات هذا العصر لتبدع فيه


التعليم في العصر الرقمي 

ربما لاحظت أن الكثير من الأعمال والأنشطة التي كانت تعمل بشكل جيد جداً بشكل مكاني في قاعة صف أصبحت اليوم أساليب متقادمة جداً بالنظر إلى موضوع التعليم في العصر الرقمي .

في ظل جميع التغيرات من حولنا، وبالإضافة إلى الطلاب المتأثرين بذلك، لدينا أيضاً المدرسين، الذين يحتاجون إلى التأقلم مع حقيقة تعليمية جديدة. وفي ظل ذلك، يحتاج المدرس إلى التعرف على الفرص الكامنة في السوق الآن ليس فقط لاستغلالها في تقديم أفضل المحتوى التعليمي بل لإيجاد نوع من التفاعل بين الطلاب والمدرس.

لا تحسب أننا نتحدث في هذا المقال عن التعليم الرسمي، لقد وجد في الحقيقة الكثير من المدرسين في الكورسات الحرة فرصة لتوسيع مصدر دخلهم، لكنهم لاحظوا مدى حاجتهم إلى التأقلم مع هذه الحقيقة الجديدة.

تعرف على سوق التعليم عن بعد

بحسب المجلة العالمية Forbes سيكون سوق التعليم عن بعد بحلول العام 2025 مسؤولاً عن توليد مبلغ 325 مليار دولار. وعلى الرغم من هذه الأرقام المرتفعة لا يبدو ذلك بعيداً عن الواقع والحقيقة.

دراسة أخرى ومقال آخر كشف عن أن التعليم عن بعد هو أحد أشكال التعليم الذي يرسم مستقبل الإمارات في أيامنا هذه وغيرها الكثير من دول العالم العربي بكل تأكيد.

مثال آخر هو من المملكة العربية السعودية، من خلال إنشاء وزارة التعليم لمشروع : برنامج التحول نحو التعليم الرقمي: بوابة المستقبل، أحد أهم برامج التحول الوطني 20-20 يهدف إلى تطبيق أفضل تقنيات التعليم الإلكتروني المتطور لإحداث نقلة نوعية في الحقل التعليمي وإعداد جيل مستعد للمستقبل بشكل أفضل.

مصدر الفيديو: يوتيوب

ونلاحظ بشكل عام تزايد أعداد الطلاب الذين يقبلون على الدورات والكورسات الحرة اونلاين والاستفادة من محتواها التعليمي وفوائدها من دون حتى الخروج من المنزل.

لكن لا يكفي فقط تزايد عدد الطلاب، بل يحتاج هذا الأمر إلى ميزانية، وكذلك تأقلم مع الوضع الراهن والاستفادة من الفرص القادمة والتي تظهر في ميدان التعليم.

4 إمكانيات يقدمها التعليم عن بعد للمتعلمين

يقدم التعليم في العصر الرقمي فرصاً مختلفة لمَن يريد الدخول إلى هذا السوق الواسعة كمدرس، إليك 4 فرص أساسية:

1- العمل بثقة ومرجعية وتمكن في المجال

أن تكون مرجع اونلاين يتطلب استعداداً من قبل المتعلم والمختص في التعليم للموضوع الذي سيتم التطرق له. لهذا السبب، إحدى الاحتمالات الأساسية والأشكال الرئيسية التي يقدمها التعليم عن بعد هي حقاً إمكانية التمتع بالثقة الذاتية.

التعليم عن بعد بحاجة إلى جهد مدرس يعتبر مرجع في المجال ليتمكن بالفعل من جذب الطلاب، مما يعني أن الأمر لا يتعلق فقط بمجرد تقديم محتوى مميز ومختلف يتطلب دراسات أكثر عمقاً وتجربة، بل أيضاً يظهر للطلاب العامل المميز الذي يقدمه ذلك الكورس التعليمي أو الدراسة. وهذا يقدم للمدرس الكثير من المصداقية في السوق.

2- استعمال الإبداع لكسب الطلاب

هناك إمكانية أخرى متاحة أمام مدرس التعليم عن بعد، أثناء تسويقه لدوراته التعليمية، يحتاج بالفعل إلى الإبداع لجذب انتباه طلابه. وهذا يعني إلى جانب كونه أخصائياً في الموضوع، يجب عليه أن يعرف كيف يستخدم الاستراتيجيات التسويقية الصحيحة والملائمة لجذب المشتركين إلى الكورس.

إن الاستعمال المتواصل للإبداع سيكون له مجموعة من التأثيرات الإيجابية على حياة هذا المدرّس، بدءاً من الفرصة الكامنة أمامه في الحصول على آراء وأفكار عن طبيعة احتياجات الطلاب في السوق ووصولاً إلى المعرفة الجيدة وإمكانية التأقلم والتلاؤم مع حقيقة الطلاب.

من خلال ذلك، يميل المدرّس إلى التمتع بالمزيد من الأمل والحماس والتفاؤل وتطوير ذلك إلى تأثير إيجابي في حياة الطالب.

3- العمل مع الأدوات التقنية المتميزة

تقدم الإنترنت إمكانات لا حد لها من فرص التعلم للمدرّس في هذا المجال، من بينها إمكانية التعلم المتعدد لباقة واسعة من الأمور والأدوات والتقنيات.

كما ذكرنا، يجب على المدرّس الذي يريد إعداد دورة تعليمية عن بعد أن يعرف المحتوى والمجال الذي يعلّمه جيداً، وكذلك أن يتعرف على الاستراتيجيات التي يمكن أن تؤثر على الطلاب و تجذبهم. لكن بالإضافة إلى ذلك، من الضروري للمدرّس أن يتعلم عن طريقة استعمال العديد من الأدوات والمعدات والتقنيات، منها: 

بمعنى آخر، توجد العديد من الأدوات والمعدات والمهارات التي تضيف قيمة للسيرة الذاتية للمدرّس أو الأستاذ.

Season 8 Teacher GIF by Friends

4- دمج التعليم عن بعد مع التعليم المكاني أو التقليدي

هذا هو مظهر مفيد يمكن العمل عليه لمَن يريد بالفعل تحسين التعليم في العصر الرقمي . 

تتميز اللقاءات والدروس المكانية بتبادل المعلومات والمعرفة وتطبيقها. لكن يمكن بالمقابل عيش تجربة مماثلة لذلك عن بعد من خلال الترويج لتفاعلية الطلاب لتحدث بالفعل.

يمكن للتعليم عن بعد أن يكون حليفاً فعالاً لتطور الطالب بشكل أسرع. ويحدث ذلك مثلاً من خلال دمج المواد الرقمية مع نمط الحياة اليومية للطالب، مثل إجراء الاختبارات اونلاين، الفيديوهات التفاعلية والتعمق المفيد في الموضوعات التي يجري تدريسها.

5 مهارات يحتاج لها المدرّس العادي ليستخدم نمط التعليم عن بعد

في الحقيقة يعد توفر هذه الصفات التي سنتحدث عنها في هذه المقالة أمراً مفيداً وله تأثير كبير على عملية التعليم في العصر الرقمي ، توفرها يساعد الأستاذ الرقمي كثيراً على تحقيق أهدافه وتقديم دروس مميزة ومفيدة للطلاب.

1- الدبلوماسية 

يمكننا أن نترجم كلمة الدبلوماسية في هذا الميدان بالعلاقة السلمية والحضارية السائدة بين المجموعات المقبلة على هذا النوع من التعليم.

بالنسبة للمدرّس الرقمي يمكننا ترجمة ذلك بالصبر والوضوح في التعامل مع الطلاب والمحافظة على الثقة بالنفس في القرارات التي يتخذها.

أن يحاول التعامل بلطف مع الطلاب، لكن بحزم في الوقت ذاته، وهذا يساعد كثيراً على تبادل المعلومات بأسلوب أكثر احتراماً يساهم حقاً في جعل الطرفين يستفيدان من العملية التعليمية وهذه التجربة المميزة.

2- التأقلم والتكيف

تشكل القدرة على التأقلم والتكيف إحدى أهم المهارات التي يجب على مدرّس الإنترنت أن يتمتع بها.

نظراً للسرعة الكبيرة التي تتغير فيها السوق، المتطلبات والاحتياجات السائدة فيه، وحتى آراء الجمهور نفسها.

لهذا السبب يجب على المدرّس أن يكون مستعداً للتكيف مع هذه الأوضاع ويقدم دوماً القيمة والفائدة للطالب من خلال نموذج التعليم عن بعد.

مثلاً: عند ظهور تقنيات جديدة يحب عليه أن يتعلم عليها ويتعود على استخدامها، وعندها يجب أن يجيد استعمالها مع طلابه أيضاً ليحقق الفائدة المرجوة منها.

3- الصبر والتحمل

لا يمكننا اعتبار أن الطلاب مستعدين دوماً للإصغاء، أن يتمتع المدرّس بالصبر والتحمل يمثل أفضل طريق للطلاب والمدرسين في مثل هذه الأوقات.

أن تكون شخصاً صبوراً هو أمر ضروري ويجب أن يقترن ذلك بالعطف والتعاطف والتواضع وهذا هو الطريق الذي يوصلك بالفعل إلى أهدافك وما تطمح إليه.

4- الاستعداد 

قد يبدو الأمر عادياً وبديهياً جداً أن نتحدث عن مهارة الاستعداد والتحضير الجيد للدرس، لكن هي نقطة يجب الانتباه إليها في الحقيقة، خصوصاً أنك تمر بمرحلة من التحول المهم في موضوع التعليم في العصر الرقمي .

من الضروري أن تستعد ليس فقط من ناحية المحتوى الذي ستقدمه، بل أيضاً للتعامل مع المواقف غير المتوقعة، التغييرات التي قد تظهر في الطريق، التأقلم مع المحتويات والمواد التعليمية المقدمة بما ينسجم مع احتياجات وطلبات الطلاب وغيرها من الأمور والمسائل.

5- التنمية والتطور

عادة مَن يسعى وراء الكورسات عن بعد يريد تطوير مهارات وصفات محددة. ولهذا يجب على المدرّس أو الاستاذ أن يركز على هذه النقطة جيداً، لكي يطور مهارات الطالب ويساعده على تحقيق ما يريد بالفعل.

وهذا يعني أن يتعرف على المميزات التي ينفرد بها كل طالب من الطلاب في المجموعة، لكي يقدم له أسلوباً معيناً ومميزاً في التدريس بحيث يلبي طلباته.

هناك طريقة مفيدة في هذا السياق وهي أن يستعمل معه طريقة تتلاءم مع المسيرة التعليمية والثقافية التي يسير فيها الطالب.

خاتمة

في العصر الرقمي، كما لاحظنا من هذه المقالة، من الضروري على كل أستاذ يريد الدخول إلى عالم التعليم في العصر الرقمي أن يكون عالماً بالمتطلبات الأساسية والأمور والحقائق والتحديات التي يقوم عليها هذا النوع العصري من التعليم، لكي يتمكن بالفعل من الدخول والانخراط والاندماج والإبداع.

ما رأيك؟ هل أثار هذا المقال الأمل فيك بمستقبل أفضل لك وللأجيال؟ حدثنا بذلك عبر مساحة التعليقات لكي نتعلم معاً ونستفيد معاً.

في الختام، نترك لك مقالاً يتحدث عن الظروف التي تقوم عليها سوق الدورات التعليمية لتتمكن من الإبداع في هذا المجال.

كل التوفيق لك وإلى اللقاء في تدوينة أخرى ومنشور آخر

السلام عليكم!





المرجع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى