منوعات

دلائل اعتراف طهران بإسقاط الطائرة الأوكرانية المدنية يكشف “قلة الخبرة” و”عدم الكفاءة” وفشل المنظومة العسكرية الإيرانية

نقدم لكم في اشراق العالم التفاصيل عن دلائل اعتراف طهران بإسقاط الطائرة الأوكرانية المدنية يكشف “قلة الخبرة” و”عدم الكفاءة” وفشل المنظومة العسكرية الإيرانية

صحيفة المرصد- وكالات: كشف إقرار إيران رسميا بـ”إسقاط” الطائرة الأوكرانية لدى مغادرتها طهران الأربعاء الماضي فضائح على كل المستويات في إيران ابتداء من كذب كبار المسؤولين الإيرانييين وانتهاء بفشل المنظومة العسكرية.

وصباح السبت أقر جنرال في الحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية في إسقاط الطائرة الأوكرانية ومقتل جميع ركابها الـ176 عن طريق “الخطأ” بعد أن أنكر المسؤولون تلك الحقيقة لمدة ثلاثة أيام.

وكالة أسوشييتد برس رأت أن هذا الإقرار يكشف عن مدى “عدم مصداقية المعلومات التي يقدمها كبار المسؤولين الإيرانيين”، ففي أعقاب الحادث مباشرة، تحدث مسؤولون عن فرضية “مشكلة فنية” واجهت الطائرة بعيد إقلاعها من مطار الإمام الخميني في طهران.

وفي اليوم التالي، كشف تقرير أولي صادر عن منظمة الطيران المدني أن طياري الطائرة المنكوبة لم يتصلوا ببرج المراقبة، بل حاولوا العودة إلى المطار قبل سقوطها، بحسب زعمهم.

وقبل ساعات من صدور بيان الاعتراف، قال رئيس هيئة الطيران المدني علي عابد زاده للصحفيين إن “أمرا واحدا مؤكدا، وهو أن هذه الطائرة لم تصب بصاروخ”.

ورغم انتشار فيديو للطائرة وهي مشتعلة، إلا أن زاده قال “شاهدنا بعض المقاطع المصورة، نؤكد أن الطائرة احترقت لما بين 60 و70 ثانية” قبل الانفجار. وأضاف أنه مع ذلك “لا يمكن أن تكون مسألة أنها أصيبت بجسم ما صحيحة علميا”.

علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، قال إن الحديث عن تعرضها لصاروخ يزيد من ألم أهالي الضحايا.

هذا الموقف الإيراني الرافض لفكرة تعرضها لصاروخ جاء بينما أكدت كل من بريطانيا وكندا أن مصادر استخباراتية أشارت إلى أن الطائرة أسقطت جراء خطأ في منظومة الدفاع الجوي الإيرانية.

وعبر خبراء عن مخاوف جدية بشأن تقارير عن قيام جرافات في موقع الحادث بإزالة أنقاض، ما أثار شكوكا في محاولة إيرانية لطمس الأدلة.

وفجأة، نقل التلفزيون الإيراني الرسمي السبت بيانا عسكريا السبت جاء فيه أن إيران أسقطت “عن غير قصد” الطائرة الأوكرانية بعد دقائق من مغادرتها المطار، وبرر ما حصل بحدوث “خطأ بشري”.

لكن رغم هذا الاعتراف، أصرت أيران على المراوغة، فوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف كتب على تويتر أن تحطمها نجم عن خطأ بشري و”النزعة الأميركية للمغامرة”.

وربما هذا ما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عقب الاعتراف مباشرة إلى مطالبة طهران بـ”اعتراف كامل بالذنب” إذ كتب في تغريدة: “نتوقع من إيران تأكيدات على استعدادها لإجراء تحقيق كامل ومفتوح لتقديم المذنبين إلى العدالة وإعادة جثث القتلى ودفع تعويض وتقديم اعتذارات رسمية عبر القنوات الدبلوماسية”.

فشل عسكري

أسوشييتد برس قالت إن اعتراف يطرح أيضا تساؤلات عن السبب وراء عدم قيامها بإغلاق المطار الرئيسي في العاصمة بعد الضربات الصاروخية في العراق وكذلك عدم إغلاق مجالها الجوي، إذا كانت تخشى من رد فعل أميركي.

وكان محللون قد رجحوا قيام الدفاعات الأرضية باستهداف الطائرة ظنا أنها هدف معاد بعد عملية العراق. ورجح مركز الأبحات IHS Markit إسقاطها بصاروخ SA-15 الروسي الصنع.

محللون ذهبوا إلى فشل سلاح الدفاع الجوي في التعامل مع الأزمة. موقع فوربس قال إن أجهزة الدفاع الصاروخي تكون مزودة عادة بجهاز “تحديد الصديق من العدو” أو ما يسمى Identification friend or foe وهو جهاز مصمم لتحديد الطائرات أو السيارات أو القوات الصديقة أو العدوة، وبافتراض أنه كان معطلا في ذلك الوقت، فإن مشغلي الصاروخ كان بإمكانهم مراجعة توقيتات الرحلات الجوية في المنطقة التي تحلق فوقها في ذلك الوقت.

مايكل إلمان، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قال إن العاملين في سلاح الدفاع الجوي الإيراني كانوا يعملون تحت أقصى درجات الاستنفار، ما أدى إلى قيامهم باتخاذ قرار خاطئ.

ويعاني الدفاع الجوي الإيراني من “قلة الخبرة” إذ لم يتم اختباره منذ الحرب العراقية الإيرانية، لذلك يمكن القول إن “مستوى تدريب قوات الدفاع الجوي الإيرانية هو أيضا علامة استفهام”، بحسب إلمان.

وقال كارلو كوب، المؤسس المشارك لمركز الأبحاث “إير باور أستراليا” إنه بالنظر إلى وسائل الكشف المتعددة للأهداف المعادية وسهولة تمييز الطائرة المدنية “لا يوجد عذر لهذا الخطأ القاتل”، ورأى أن “التفسير الوحيد الموثوق هو عدم الكفاءة” متهما إيران بعدم تدريب القائمين على مشغلي أنظمتها الصاروخية.



المصدر: صحيفة المرصد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى