منوعات

ميزان حسناتي فقير جداً

نقدم لكم في اشراق العالم التفاصيل عن ميزان حسناتي فقير جداً

ميزان حسناتي فقير جداً

أحد الأصدقاء كان في لبنان، واتصلت به هاتفياً أستحثّه للخروج، خوفاً عليه مما لا تحمد عقباه، غير أنه رمى بنصيحتي عرض الحائط، وبعد أيام بعث لي بهذه الرسالة، التي لا أدري صدقها من كذبها. جاء فيها…
كنت أتمشى نهار الأحد مع أحد الزملاء في أحد الشوارع الفرعية في طرابلس، سمعنا صراخاً بين امرأة وزوجها تشتكي له من ضيق الحال وضنك العيش، وبالصدفة مرّ رجل من أمام المنزل وسمع الجدال الذي حدث، وذهب سريعاً.
بقيت مع زميلي واقفاً أمام هذا المنزل، وبعد ثلث ساعة عاد نفس الشخص، وبيده كيس فيه مال وطعام وضعه أمام باب المنزل، وطرق الباب وركب سيارته وذهب مسرعاً.
تعجبنا من هول هذا الموقف، وشعرنا أننا في زمن عمر بن الخطاب، ثم شعرت بالحزن أنني لم أتعرف على هذا الشخص العظيم، فقال لي زميلي؛ لا تقلق لقد سجلت رقم السيارة، وبطريقة ما وصلنا لرقم هذا الشخص، وكلمناه واتفقنا على أن نلتقي معه، ثم جاء رجل من بعيد، ويا للهول، يا للصدمة!! لم نصدق ما الذي يحصل، إنه الرئيس ما غيره بلحمه وشحمه.
جلسنا معه نشرب الشاي، ثم سألناه لماذا تنزل بنفسك وتساعد الناس، فقال إنهم رعيتي ويجب أن أهتم بهم، ثم استحلفني بالله ألا أنشر ما حدث حتى لا يضيع أجره.
وختم رسالته بهذا التأكيد؛ رواه جبران باسيل، وصححه وئام وهاب، والله أعلم.
***
طلب أحدهم وساطتي ليلتحق بشركة، وحيث إنني لا أحب الوساطات، أو بمعنى أكثر دقة لا أستطيعها، فقد اعتذرت، ولكن بعد شدة إلحاحه، إضافة إلى صوته المزعج، جعلني أرضخ، واتصلت بمدير التوظيف بالشركة، ودفقت ماء وجهي على مسمعه من كثرة الرجاءات والتوسلات التي أثمرت في النهاية، ويبدو لي أن مدير التوظيف قد «طفش» من كلامي، ووافق على طلبي تماماً، مثلما أنا «طفشت» من إلحاح طالب الوساطة.
فرح المسكين وشكرني، وأراد أن يعانقني، فدفعته بلطف وإصرار نحو الباب، وأنا أفتحه له قائلاً؛ اذهب، ومن المستحسن ألا تعود لي إلا بعد عدة سنوات، عندما تترقى في وظيفتك، وعندما خرج سحبت من صدري شهيقاً عميقاً، ثم أتبعته بزفير أعمق، وأغمضت عيني وأخذت أفرك يدي بيدي الأخرى قائلاً بتنهد؛ الحمد لله، لقد كسبت اليوم حسنة سوف تضاف إلى ميزان حسناتي الخفيف والصغير والفقير جداً جداً، ولله الحمد.

نقلا عن الشرق الأوسط



المصدر: صحيفة المرصد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى