منوعات

«ورشة» المنامة وتداعياتها!

نقدم لكم في اشراق العالم التفاصيل عن «ورشة» المنامة وتداعياتها!

«ورشة» المنامة وتداعياتها!

بعد انعقاد مؤتمر البحرين للسلام الاقتصادي الذي يبدو أن الإدارة الأميركية تعتبره خطوة مهمة في طريق الحل لقضية الصراع العربي – الإسرائيلي، إدارة الرئيس ترامب بعد مداولات سرية حول ماهية «صفقة القرن» أعلنت عن طريق صهر الرئيس ومستشاره جاريد كوشنر عن ملامح هذه الخريطة بشقها الاقتصادي، وباعتقادي أن تقديم الجانب الاقتصادي في حل هذه القضية المعقدة هو تناول جديد في مجمل الحلول المقدمة منذ بداية هذه المأساة الإنسانية، الأطراف دخلت حروبا عسكرية وعلى رغم انتصار بعض الأطراف وتحقيقها مكاسب على الأرض، إلا أن النتائج الواقعية لم تجلب السلام للجانب الإسرائيلي أو استعادة الأرض أو بعضها للجانب العربي، البعض حاول تحويل الصراع إلى صراع ديني وشحذ العواطف الدينية في هذا السياق، خاصة من الأحزاب والجماعات ذات المرتكزات الدينية من الجانبين، والحقيقة الثابتة أن قضية الشعب الفلسطيني هي مأساة إنسانية في عالم يدّعي التحضر والعدل والمساواة، في وقت نشاهد دولة إسرائيل تمارس أبشع صنوف القهر والعنصرية ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني.

البعض يرى أن مقاطعة الفلسطينيين، سواء سلطة فلسطينية أم رجال أعمال أم مفكرين، هي نوع من الموقف الموحد نشهده بينهم في موقف نادر، ولكن في ظني أن رجال السياسة يجب أن يبتعدوا عن العواطف والمثالية، خاصة في قضية مصيرية للشعب الفلسطيني، إدارة ترامب إدارة صلبة وصادقة في الوعود التي رفعها الرئيس إبان حملته الانتخابية، يتوافق ذلك مع حالة من الضعف العربي الذي نعرف كلنا أسبابه بعد أن غرقت وأغرقت الدول العربية في حالات من الفوضى والفراغ الأمني، إدارة ترامب اعترفت بسيادة إسرائيل على الجولان السورية ونقلت سفارتها للقدس وكل ما رشح من الجانب العربي كله بيانات من التنديد استمر تأثيرها لبضعة أسابيع.

أرى أن تقديم الجانب الاقتصادي كمفتاح أو إغراء أو كما أطلق عليها «شراء ذمم الفلسطينيين» أو المال مقابل الأرض، هذا التعاطي جديد والبعض حكم عليه بالفشل قبل أن يجرب أو قد يأتي بالنتيجة، الكل يعرف أن مشروع مارشال الاقتصادي الذي طبقته أميركا في أوروبا أتي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وحقق نجاحا ملفتا، الصور التي استعرضها المستشار كوشنير أمام الحاضرين في ورشة البحرين كلها جميلة وتستثمر في الإنسان الفلسطيني والعربي في فلسطين وفي اقتصاديات بعض الدول المجاورة التي وصف اقتصادها بالهش والضعيف، جميل مثلا أن تتم إقامة مشاريع في البيئة والتعليم والنقل في مناطق تعاني نسبة كبيرة من السكان للبطالة، عدم المشاركة من الجانب العربي والفلسطيني أعتقد أنه خطأ وسلوك غير سياسي ويجنح للعاطفة، المشاركة والتأثير فيها مهم وليس فقط بالصياح وإصدار البيانات المناهضة، قد يكون هذا نافعا للأحزاب والجمعيات، أما الدول الفاعلة في المنطقة فمهم حضورها في مثل هذه التجمعات، وقد تكون مواقفها غير مقتنعة في هذا الطرح، ولكنه من باب التأثير في المخرجات النهائية لهذه اللقاءات المهمة.

بعض العرب أو من لهم مواقف ضد دول الخليج عامة والمملكة خاصة، والذين أزعجونا بـ «الطنطة» أن المملكة وقيادتها ستكون من رعاة «صفقة القرن» كما كانوا يظنون، قبل انطلاق الورشة بيوم أكدت المملكة في جلسة مجلس الوزراء السعودي على أهمية المرجعية الدولية والعربية في حل القضية الفلسطينية، والمملكة تعبر عن موقفها التاريخي الثابت بمناصرة حق الشعب العربي الفلسطيني، بعض المهووسين بنظرية المؤامرة بحثوا عن سفارات المملكة للتظاهر ضد ورشة المنامة ونسوا أن هناك سفارات إسرائيلية على بعد مئات الأمتار في عواصم بلادهم.
نقلا عن الحياة



المصدر: صحيفة المرصد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى