حول العالم

6 أسئلة تروي قصة تفجيرات سريلانكا


أماني يماني – مكة المكرمة

لا تزال التفجيرات التي هزت سريلانكا أمس ، وأدت إلى قتل 290 شخصا على الأقل، وإصابة أكثر من 500 آخرين تثير غضب وامتعاض العالم، وتمثل لغزا كبيرا في حلقات مسلسل الإرهاب الذي يهز العالم بأسره.

لقي مئات الأشخاص مصرعهم وأصيب المئات في سلسلة انفجارات خلال عيد الفصح، واعتبرها المراقبون أكثر أعمال العنف التي ضربت الدولة الواقعة في جنوب آسيا دموية، منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل عقد من الزمن.

وقعت الانفجارات في كولومبو، عاصمة نيجومبو، وهي بلدة تقع شمال العاصمة وفي باتيكالوا على الساحل الشرقي. تم استهداف الكنائس والفنادق والمساكن. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات حتى أمس، وضعت مجلة التايم الأمريكية تقريرا مكونا من 6 أسئلة تشرح فيه الحادث الدموي.

أين وقعت الانفجارات؟

1 – وقعت أربعة انفجارات في كولومبو، أحدها في ضريح القديس أنتوني وثلاثة فنادق فاخرة، هي شانجريلا وسينامون جراند وكينجزبري وفقا للبي بي سي. يقع فندق سينامون جراند بالقرب من مقر الإقامة الرسمي لرئيس وزراء سريلانكا.

وأفادت أسوشيتد برس بأن انفجارات وقعت في كنيسة القديس سيباستيان في نيجومبو، وهي بلدة تقع شمالي العاصمة وتضم العديد من الكاثوليك، وفي بلدة باتيكالوا الشرقية بكنيسة زيون.

وذكرت وكالة فرانس برس أن الانفجار السابع وقع في حوالي الساعة 2:20 مساء؛ مما أسفر عن مقتل شخصين آخرين. وأكدت سي إن إن أن الانفجار وقع في بيت ضيافة في دهيوالا ماونت لافينيا، خارج كولومبو.

وأفادت وسائل الإعلام المحلية بأن انفجارا وقع في حوالي الساعة 2:40 مساء، في مشروع سكني في ديماتاجودا، إحدى ضواحي سريلانكا. وقال صحافي من رويترز في كولومبو «إن ثلاثة من ضباط الشرطة قتلوا في الانفجار».

كم يبلغ عدد الضحايا؟

2 – قال المتحدث باسم الشرطة روان غوناسيكارا إن 290 شخصا على الأقل قتلوا وجرح أكثر من 500 شخص، وفقا لوكالة أسوشيتيد برس، وأفادت فرانس برس بأن 35 أجنبيا ربما ماتوا.

أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن عدة مواطنين أمريكيين قتلوا في الهجمات الإرهابية، لكنهم لم يعطوا رقما دقيقا، بينما ذكر مسؤولون هنود أن العنف أودى بحياة خمسة هنود، في حين أكدت اليابان مقتل شخص واحد.

وذكرت وسائل إعلام صينية أن أحد الضحايا كان مواطنا صينيا، وقالت وزارة الشؤون الخارجية البرتغالية إن مواطنا برتغاليا توفي في الهجوم، وفقا لوكالة أسوشيتد برس. بالإضافة إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك على تويتر أن ضحية واحدة كانت مواطنة هولندية.

ماذا نعرف عن الجناة؟

3 – في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور، وصف وزير الدفاع السريلانكي روان وييجواردينا العنف بأنه هجوم إرهابي، وأخبر وكالة أسوشييتد برس أن 13 من المشتبه بهم كانوا رهن الاحتجاز.

بينما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأنها شاهدت وثائق تظهر أن الشرطة السريلانكية كانت في حالة تأهب لعدة أيام، خوفا من أن يكون الانتحاريون من جماعة إسلامية متطرفة محلية، وهي جماعة التوحيد الوطنية، سيستهدفون الكنائس البارزة.

أفادت وكالة فرانس برس أيضا بأن الشرطة السريلانكية ضبطت مجموعة من المتفجرات في بداية العام، بعد اعتقال أربعة رجال من جماعة إسلامية متطرفة تشكلت حديثا، وكانت داعش جذبت العشرات من السريلانكيين.. وفقا لرويترز.

كيف كان رد الفعل على الهجمات؟

4 – ما أن حدثت التفجيرات أمر روان ويجاردين، وزير الدفاع والإعلام في سريلانكا، بحجب موقت لوسائل التواصل الاجتماعي وفرض حظر التجول لمدة 12 ساعة من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، وفقا لتغريدة أرسلها زميله في مجلس الوزراء هارشا دي سيلفا، ووصف ويجاردين الهجمات بأنها حادث إرهابي.

وفي الوقت نفسه ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن رئيس وزراء سريلانكا استدعى كبار المسؤولين العسكريين لحضور اجتماع طارئ ، وفي تغريدة، قال رئيس الوزراء: «أدين بشدة الهجمات الجبانة على شعبنا اليوم، وأناشد جميع السريلانكيين خلال هذا الوقت المأساوي أن يظلوا موحدين وأقوياء، ويرجى تجنب نشر التقارير التي لم يتم التحقق منها، وستتخذ الحكومة خطوات فورية لاحتواء هذا الموقف».

ونقلت عنه وسائل الإعلام الحكومية قوله: «لقد أصدرت تعليمات باتخاذ إجراءات صارمة ضد الأشخاص المسؤولين عن هذه المؤامرة»، بينما قال وزير مالية سريلانكا، إن الانفجارات كانت محاولة منسقة بشكل جيد لنشر القتل والفوضى، وناشد كل من يعتزون بالديمقراطية والحرية والازدهار الاقتصادي أن يتحدوا الآن بأعصاب من حديد لهزيمة هذه المحاولة الشنيعة.

ونقلت سي إن إن عن وسائل الإعلام المحلية أن قوات الأمن طالبت السريلانكيين بالبقاء في منازلهم وعدم التجمع في مواقع الانفجار أو في المستشفيات التي يعالج فيها الجرحى.

ماذا قال شهود العيان؟

5 – قال كاهن في كنيسة القديس سيباستيان لشبكة سي إن إن، إن الأرض مغطاة بالزجاج والركام والزجاج المهشم، وقال «يمكنك أن ترى أشلاء تغطي جميع الجدران».

بينما قال وزير الإصلاح الاقتصادي والتوزيع العام في سريلانكا، هارشا دي سيلفا، إنه كان في ضريح القديس أنتوني، حيث قال» رأيت مشاهد فظيعة، العديد من الأشلاء متناثرة في كل مكان».

هذا وغرد أحد سكان كولومبو قائلا:»العديد من السريلانكيين وصلوا إلى المركز الوطني للدم لتقديم تبرعات، إنه مكتظ للغاية لدرجة أنهم لا يستطيعون السيطرة على الحشد».

كانت ساريتا مارلو، التي تشير صفحتها على فيس بوك إلى أنها مغنية في فندق شانجريلا، في الفندق عندما وقع الانفجار، تقول إنه وقع في مطعم Table One بالطابق الثالث من المبنى، وكتبت على صفحتها: «أحسست بالانفجار وأنا في الطابق السابع عشر حيث كنا ننام، بعد بضع دقائق، طلب منا إخلاء الفندق، وأثناء فرارنا، رأيت الكثير من الدماء على الأرض، لكننا كنا لا نجهل ما حدث بالفعل، بعد خروجنا من الفندق فقط، علمنا بالحادث المؤسف، كما استهدف فندقان آخران قريبان، سينامون جراند وكينجسبري، وعلى ما يبدو تم استهداف الكنائس أيضا، يا له من يوم مأساوي لسريلانكا بالفعل» .

بينما أخبر كريس بلوسايج، الذي كان يزور كولومبو من هونج كونج، مجلة تايم أنه وصديقه كانا يتناولان وجبة الإفطار في شانجريلا في حوالي الساعة التاسعة صباحا، وبعدها بوقت قصير ذهبا إلى غرفتهما في الطابق 23، يقول: «في البداية، ظننا أن عربة ضخمة وقعت في أحد الطوابق، بعد حوالي 10 أو 15 ثانية، سمعنا صوت انفجار قوي»، ثم طلب منهم الإخلاء عبر مكبرات الصوت، ووصف بلوسيج رؤية الدماء أثناء مغادرتهم، خاصة عندما وصلوا إلى الطوابق السفلية، وسقوط السقف، وتفجير النوافذ، وسمعوا أيضا صراخا وصياحا في الممرات.

هل هناك توتر طائفي؟

6 – ـ 70 % من السريلانكيين من البوذيين، ولا تتجاوز نسبة المسلمين 10%، وحوالي 7.5% مسيحيون، بينما يشكل الهندوس حوالي 12.5% من السكان.

ـ فرضت سريلانكا حالة الطوارئ في مارس 2018 بعد أن هاجم الغوغاء البوذيون شركات إسلامية ومنازل ومسجد في مدينة كاندي بوسط البلاد، وذكرت البي بي سي أنه تم العثور على رجل مسلم ميت في مبنى محترق، وجاءت الهجمات وقتها ردا على قيام رجال مسلمين بضرب رجل بوذي في وقت سابق.

ـ في السنوات الأخيرة، اتهمت الجماعات البوذية المتشددة مثل «بودو بالا سينا BBS»، والمعروفة باسم القوة البوذية، بإثارة الكراهية الطائفية في سريلانكا وتتهم الجماعة مسلمي سريلانكا بتهديد الهوية البوذية للأمة، وتتمتع بدعم على أعلى المستويات في المؤسسة السياسية.

ـ في مقابلة مع «التايم» عام 2014، قال جيهان بيريرا، المدير التنفيذي لمنظمة المجلس الوطني للسلام غير الحكومية: «إن التحيزات تتزايد لأن هناك مجموعة صغيرة، ولكنها مؤثرة من البوذيين المتطرفين الذين يتمتعون بحرية نسبية، ويستطيعون التعبير عن المشاعر الوطنية».

ردود فعل عالمية

– رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي:»لا يوجد مكان لمثل هذه الهمجية في منطقتنا«.

– رئيس وزراء باكستان عمران خان: »باكستان تقف في تضامن تام مع سريلانكا في ساعة حزنها«.

– البابا فرانسيس أنهى قداس عيد الفصح: »أريد أن أعرب عن تعاطفي مع المجتمع المسيحي، المستهدف أثناء تجمعهم في الصلاة، وجميع ضحايا هذا العنف الوحشي«.

– أسقف كولومبو، الكاردينال مالكولم رانجيث، دعا حكومة سريلانكا إلى إطلاق تحقيق قوي وغير متحيز ومعاقبة المسؤولين بلا رحمة؛ لأن الحيوانات فقط هي التي يمكنها أن تتصرف بهذه الطريقة.

– أدان المجلس الإسلامي في سريلانكا الهجمات »على إخواننا وأخواتنا المسيحيين في يوم عيد الفصح المقدس، وكذلك على الفنادق في كولومبو«. ونعى فقدان »أرواح بريئة بسبب التطرف والعناصر العنيفة التي ترغب في خلق – انقسامات بين الجماعات الدينية والعرقية لتحقيق أجندتها«.

– أصدر فندق شانجريلا في كولومبوحيث وقع أحد الانفجارات بيانا »يشعر بالحزن العميق والصدمة من جراء الحادث، وأن أفكارنا وصلواتنا مع عائلات الضحايا والأشخاص الذين تأثروا«.

– قررت السلطات السريلانكية إغلاق جميع المدارس لمدة يومين، وطلب المسافرين بالوصول إلى مطار كولومبو قبل أربع ساعات من رحلاتهم، وعثر على عبوة ناسفة و87 صاعق وتم حظر التجول.

– نشط الفيس بوك كأداة للاستجابة للأزمات في أعقاب الحادث.



تجدر الإشارة بأن مصدر الخبر من
هنا وقد تم نقله أو التعديل عليه بواسطة فريق التحرير في إشراق العالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى