حول العالم

هل سيأخذ العالم عبرة من درس نوتردام القاسي؟


أثار الحريق المدمر الذي ألحق أضرارا هائلة بكاتدرائية نوتردام في باريس قبل أسبوع تساؤلات جدية بشأن الحفاظ على التراث الثقافي في أوروبا والعالم كله.

وأشارت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير نشرته اليوم الاثنين إلى أن حريق نوتردام استدعى مخاوف بشأن مصير ألوف الكاتدرائيات والكنائس والقصور التي جعلت من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وإسبانيا وغيرها من دول القارة العجوز متاحف للحضارة الغربية في الهواء الطلق.

واعتبرت الوكالة أن العجز عن الحفاظ على كاتدرائية مشهورة كنوتردام واضطرار أحد رموز فرنسا إلى البحث عن تمويل للترميم يظهر “ثقافة الخمول” التي تهدد بمسح التاريخ الجامع للقارة العجوز وبنسف السياحة التي تجلب أرباحا بمليارات الدولارات وتعد من أهم مصادر تمويل دول أوروبا.

وذكرت الوكالة أن الخبراء ينظرون إلى لائحة لا نهاية لها تقريبا لحالات اندلاع الحرائق في المعالم التاريخية بأوروبا، مستغربين من أن المسؤولين في تلك الدول لا يستخلصون دروسا من هذه الأحداث ما لم تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة.

وقال المفوض الأوروبي لشؤون الثقافة والتعليم والرياضة والشباب، تيبور نافراتشيتش، إن الأوروبيين يرون في تراثهم الثقافي أمرا عاديا ونسوا أنه يحتاج إلى اهتمام ورعاية دائمة.

أظهرت دراسة أجرتها شركة “سيمنز” الألمانية العملاقة في عام 2015 أن الدول الأوروبية تخسر سنويا عشرات المباني المدرجة على قائمة التراث الثقافي، وأشارت الإحصاءات إلى أن الحرائق المدمرة في المعالم الثقافية بالقارة العجوز كثيرا ما تنشب خلال أعمال ترميم هذه المباني.

ويعتبر الخبراء أن سبب ذلك يعود إلى نقص الاهتمام والدعم المنظم الذي كان سيتيح تفادي إجراء أعمال الترميم واسعة النطاق.

ويؤدي ذلك إلى ظهور حاجة إلى ترميم المباني، لكن الحكومات الأوروبية لا تصرف ما يطلب من الأموال لإجراء هذه الأعمال بجدية لازمة، وخاصة في ظل اتباع العديد من دول أوروبا سياسة التقشف منذ الأزمة المالية عام 2008.

ولفتت الوكالة إلى أن الساسة قد يستغلون أعمال الترميم واسعة النطاق في مصالحهم الشخصية، حيث يقطعون الشرائط أمام عدسات الإعلام، فيما لا تجذب الرعاية اليومية  اهتمام الصحفيين.

ويحذر عدد من المحللين والخبراء من أن ما حدث في باريس بمثابة ناقوس خطر دق ليس للأوروبيين وحدهم بل وللعالم برمته، مذكرين بالأضرار الهائلة التي لحقت بعشرات المباني التاريخية في مختلف أرجاء الدنيا خلال السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك المتحف الوطني في ريو دي جانيرو البرازيلية، إحدى أهم المؤسسات الثقافية في أمريكا اللاتينية والذي دُمّر بالنيران في سبتمبر الماضي.

المصدر: أسوشيتد برس



تَجْدَرُ الإشارة بأن الخبر الأصلي قد تم نشره
هنا وقد قام فريق التحرير في إشراق العالم بالتاكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر من مصدره الاساسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى