بعد أن أصبحنا مدمني هواتف.. ماذا بعد؟

بعد أن أصبحنا مدمني هواتف.. ماذا بعد؟



أصبحنا نعتمد على هواتفنا في كل شيء في حياتنا تقريبا، معرفة الاتجاهات، وضع قوائم العمل، المكالمات، الترفيه. لذا، ليس من المفاجئ أن يقول الخبراء أننا أصبحنا مدمني هواتف، إذ نشتهى سماع الإشعارات والأضواء والأصوات التي تصدر عنه.

 

وأكدت دراسات أن أصوات الرسائل والإعجاب والإشعارات المختلفة تحفز إفراز هرمون الدوبامين في الدماغ (المسؤول عن الشعور بالسعادة) وتربط بين نمطنا العصبي واستخدامنا لهواتفنا، فيزداد إفراز الهرمون مع كل إشعار جديد. وهناك دراسة أخرى تؤكد أن مجرد وجودنا في نفس الغرف مع هواتفنا يؤثر على قدرتنا في إنجاز أي مهمة.

 

لكن ماذا بعد الهواتف الذكية؟ التغييرات الجذرية التي أحدثها الآيفون كانت سببا في تطوير وتحديث الأجيال من الهواتف الذكية.

 

لكن ما الذي نتوقعه في المرحلة التالية؟ يتوقع مستشرفي المستقبل أنه على المدى القصير سنشهد عمليات دمج كبيرة بين أجهزة المساعدة الصوتية المنزلية وأجهزة الواقع المعزز المدمجة. أما على المدى المتوسط سنجد أجهزة الواقع المعزز المدمجة توجه مباشرة إلى أعيننا والتي ستكون مربوطة أيضا بأجهزة كومبيوتر تجري معنا مناقشات ذكية. بعد ذلك، تصبح الأشياء أكثر غرابة.

 

هل سمعت بتقنية الشريط العصبي؟ تلك التقنية أعلن عنها إيلون ماسك من خلال شركته نيورالينك، والتي لا تزال في المراحل الأولى من تطوير تكنولوجيا  تعمل على بناء جسر بين أدمغتنا وأجهزة الكومبيوتر.

 

دعنا ننتقل بك إلى الجزء شبه السريالي اليوم، نقدم لك: العالم الموازي (Mirrorworld ):

 

هناك في معامل الأبحاث لا يزال العلماء والمهندسون يعملون دون كلل على شيء يمكن أن يساعد في نهاية المطاف على خلق عالم موازي يطلق عليه MirrorWorld ، وهو مصطلح أطلقه أول مرة عالم تقنيات الكومبيوتر بجامعة ييل ديفيد جليرنتر، والذي يمكن تعريفه بأنه منصة متصورة مختلطة للواقع المعزز تضع هوية الرقمية لكل عنصر موجود على وجه الأرض، بما يمكننا من التفاعل معها، ومعالجتها، واختبارها مثلما نفعل في العالم الحقيقي، فضلا عن أن هذا الواقع سيتخلله جميع أنواع المفاجآت والمراوغات، حسبما يذكر كيفين كيلي في مقال بموقع وايرد.

 

في البداية سيتم تطبيق الواقع المعزز لتركيب المعلومات المفيدة التي يمكن رؤيتها من خلال أجهزة يمكن ارتدائها على الرأس. وذلك لتسهيل الأمر، فمثلا حاليا عندما ترغب في معرفة الوصول لمكان ما يمكن أن يخبرك جوجل “أن تذهب شمالا”، لكن إن لم تكن من أفراد الكشافة فربما لن تعني لك تلك الكلمات سوى مزيد من الارتباك.

 

أما تطبيق العالم الموازي سوف يقدم الحل عن طريق ربط الشوارع بالاتجاهات، وتحديد موضع اتجاهك.

 

ويمكننا إخبارك أن الصحفي التقني ديفيد بيرس بجريدة وول ستريت جورنال قام بالفعل بتجربة إصدار أولي من تحديث الواقع المعزز على خرائط جوجل على طريق فعلي، وقد ظهرت أسهم الاتجاهات متراكبة على الصورة الحقيقية الحية لموقعك من خلال كاميرا الهاتف.

 

تطبيق خرائط جوجل سوف يتأثر بتلك التقنية الجديدة، ويعد هذا التحديث نوعا جديدا من التنقل الذكي من خلال نظام تحديد المواقع مستندا إلى الصور.

 

إذ يقوم نظام تحديد المواقع بإخبار التطبيق بمكانك تحديدا، ثم يستخدم التطبيق بنك البيانات الخاص به حول هذا الموقع لفهم ما تراه الكاميرا بالضبط.

 

وبإضافة الحجم وتفاصيل الصورة والملامح والفراغات سيصبح لديك عالم موازي. سيكون العالم الموازي بالأساس عبارة عن خريطة ثلاثية الأبعاد بمساحة الكرة الأرضية.

 

ولحدوث ذلك، سنحتاج لتصوير جميع الأماكن والأشياء على وجه الأرض من كل الزوايا الممكنة. وهو ما يعني أننا سنكون في حاجة إلى كوكب مغطى بالكاميرات على مدار الساعة. وبعد ذلك سيبدأ الجزء التفاعلي للعالم الموازي.

 

تخيل أنك أثناء تجولك شعرت بالجوع، كل ما عليك هو أن تطلب من نظارتك الذكية تقديم اقتراحات ببعض المطاعم. عندها سيقوم الجهاز بتنشيط وضع يسمح لك بمشاهدة المطاعم ومعرفة تصنيفاته على الإنترنت في الهواء أمام عينيك.

 

(هناك مثال على موقع Wareable يشرح بوضوح كيف يعمل الواقع المعزز). كما أن الخيارات التي ستتخذها حول كيفية تفاعلك مع  العالم الموازي ( كاختيارك للمكان الذي ستتناول فيه الغداء على سبيل المثال) ستساعد في تغذية حلقة من ردود الأفعال التي ستساعد مستخدمين آخرين.

 

أكبر الداعمين لهذا التطبيق هما شركتي مايكروسوفت وماجيك ليب. إذ تضخ الشركتان استثمارات ضخمة في تكنولوجيا حقول الضوء التي تجعل من الواقع المعزز أمرا ممكنا. فقد أطلقت مايكروسوفت نظارات الواقع المعزز “هولولينس” عام 2016، والتي كانت من أكثر أجهزة الواقع المعزز اكتمالا، حتى ظهرت نظارة “ماجيك ليب وان”.

 

تتركز رؤية تلك الشركات حول استبدال أجهزة الكمبيوتر التقليدية بأخرى ثلاثية الأبعاد، والتي في نهاية الأمر ستخلق نماذج جديدة من “الحوسبة المكانية”، والتي ستغير طريقة تلقينا البيانات من ثنائية الأبعاد إلى ثلاثية الأبعاد، بل أن بعض المحللين يستخدم مصطلح رباعي الأبعاد لوصف تجربة التفاعل المتكرر مع واقعين مختلفين.

 

أما الآراء حول نظارتي هولولينس وليب وان أشارت إلى أنه على الرغم من أنها تقدم تجربة ممتعة وتفتح آفاقا هائلة، إلى جانب بعض الأسئلة الشائكة حول تأثيرها على مجتمعاتنا وسلوكياتنا، إلا أن تقنية العالم الموازي ما زالت بعيدة عن التطبيق العملي.





Source link

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *