الإسراء والمعراج.. تفاصيل رحلة عظيمة

الإسراء والمعراج.. تفاصيل رحلة عظيمة



يحتفل المسلمون في 27 من رجب من كل عام، بذكرى الإسراء والمعراج، وهي الليلة التي انطلق فيها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، إلى القدس وفيها صلى بجميع الأنبياء، قبل أن ينطلق بصحبة الأمين جبريل عليه السلام إلى السموات العلا.

 

فالإسراء والمعراج من معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي أعجزت أعداء الله في كل وقت وكل حين وقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى متى كانا :

 

وقيل إنها ليلة الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول ولم تعين السنة ، وقيل إنها قبل الهجرة بسنة ، فتكون في ربيع الأول ، ولم تعين الليلة ، وقيل قبل الهجرة بستة عشر شهراً ، فتكون في ذي القعدة ، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقيل بخمس ، وقيل : بست .

والذي عليه أئمة النقل أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة وقبل الهجرة.

 

واختلفوا ، هل كان الإسراء ببدنه عليه الصلاة السلام وروحه ، أم بروحه فقط ، والذي عليه أكثر العلماء أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لامناماً لأن قريش أكبرته وأنكرته ، ولو كان مناماً لم تنكره لأنها لا تنكر المنامات ، قال تعالى : ” سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ” [ الإسراء 1 ] .

 

ذكر بن كثير في تفسيره لسورة الإسراء ، أن الله تعالى يمجد نفسه ، ويعظم شأنه لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه ، فلا إله غيره ولا رب سواه (( الذي أسرى بعبده )) يعني محمداً صلى الله عليه وسلم (( ليلاً )) أي من الليل (( من المسجد الحرام )) وهو مسجد مكة (( إلى المسجد الأقصى )) وهو بيت المقدس الذي بالقدس مصدق الأنبياء من لدن إبراهيم عليه السلام ، ولهذا جُمعوا له هناك فأمهم في محلتهم ودارهم ، فدل على أنه هو الإمام الأعظم والرئيس المقدم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين . وقوله (( الذي باركنا حوله )) أي في الزروع والثمار (( لنريه )) أي محمداً (( من آياتنا )) أي العظام ، كما قال تعالى : (( لقد رأى من آيات ربه الكبرى )) ] .

 

تفاصيل عظيمة

بدأت أحداث ليلة الإسراء والمعراج حينما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- نائماً، فأتاه آتٍ، فشق قلبه، وأخرجه وملأه حكمةً وإيماناً.

 

ثم جاءت دابة عظيمة تسمى البراق؛ لتحمل النبي والملك جبريل -عليهما السلام- في رحلتهما، فانطلقت بهما إلى بيت المقدس، ودابة البراق سريعةٌ جداً، حيث كانت تضع خطواتها عند منتهى نظرها، فدخل النبي المسجد الأقصى، فلقي جميع الأنبياء، فأمهّم بركعتين، ثم خرج بعد ذلك، فإذا بجبريل -عليه السلام- يخيره بين كأسين؛ أحدهما الخمر، والآخر فيه لبن، فاختار النبي -صلى الله عليه وسلم- اللبن، فأخبره جبريل بأنه قد اختار الفطرة.

 

بدأت بعد ذلك رحلة المعراج، فانطلق النبي وجبريل -عليهما السلام- إلى السماء الأولى، فاستفتحا فأُذن لهما، فإذا هو النبي آدم عليه السلام، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انطلقا إلى السماء الثانية، واستفتحا فأُذن لهما، فكان فيها نبيا الله عيسى ويحيى بن زكريا، فسلما عليهما، فردا السلام مرحبين بهما.

 

ثم عرج النبي إلى السماء الثالثة، وكذا كان في الاستقبال نبي الله يوسف، وفي السماء الرابعة كان نبي الله إدريس، ثم في السماء الخامسة كان نبي الله هارون عليه السلام، وفي السماء السادسة كان موسى عليه السلام.

 

ثم إذا استأذنا في السماء السابعة، فإذا فيها إبراهيم عليه السلام، وكان مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور؛ وهو بيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه.

 

بعد اكتمال المعراج في السماوات السبع، انتقل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى سدرة المنتهى، فبدا شكلها غايةً في الحُسن؛ وذلك ممّا تغشّاها من أمر الله ما تغشّاها، وهناك أوحى الله -تعالى- لعبده فرض خمسين صلاةً في كلّ يومٍ وليلةٍ، فنزل النبي -صلى الله عليه وسلّم- إلى موسى، فقال له موسى أن ارجع إلى ربك؛ فيخفف عنك، فإن أمتك لا تطيق خمسين فرضاً في اليوم والليلة، فعاد النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأل ربه أن يخفف عنه، فوضع الله -تعالى- منها عشراً، وما زال النبي -صلى الله عليه وسلم- يطلب منه مزيداً من التخفيف، حتى بلغ عدد الصلوات خمس فرائض في اليوم والليلة.

 





Source link

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *